صلابة صمت ، نص عاجز

مصطفي حدادى
سألت صلابة صمتي، قالت نصوصا عاجزة عن الوصف
كيف تخبر الشتاء عن قساوة البرد، شهادة ميلاد مطر بغيمة سوداء، وسبات نوم عميق طال
أين المأوى؟ و دائي و دوائي عزلة، أنقاض هي عالقة لحروف لم تكتب بعد، كنت أبحث عن قوة مستعارة حذيثة الوفاة، فإذا بي أجد عيونا لا ترى، و قلوبا مخيفة، صيحة منفردة بعالم ، أيادي به تلعب بطائرات ورقية ، هي استفسار عن مدى تألمك، الكل يتغنى برمزية الوفاء، ويقابلونه بإيقاع و قناع الخيبة و الخدلان
أكبل كل مشاعري، حتى لا أشتاق إلى طفولتي، لقد فات الآوان ، فصلابة صمتي ،قالت نصوصا عاجزة عن الوصف
واصلوا التمثيل فالأقعنة لا تباع، ما جدوى أن تناصرني و أنت عدوي، حين ولدت أخدت صفعة كي أصيح، وبعدها توالت الصفعات، لقد تعودت عليها منذ الولادة فلا ضير، لم تسلم شفتاي من الإبتسامة ، ورغم ذلك نزلت من المآقي عبرات دافئة
كان بالأمس القريب كوخ جمع العائلة ، وصار البيت الخرساني يفرق الجميع ، في ذاك الشتاء أمسية على دخان حطب مشتعل، لقد كان رغيف أمي من صنع يديها الحنونتين ، وكانت حكاية جدتي، بكلمتها المعتادة ، كان يا ما كان، عنصرها الأساسي للحكي، ثم حلت صلابة الصمت على حين غرة، وصرت أحسب عدد الكلمات و المفردات، و أعد عدد الأشخاص الذين ارتدوا الاقنعة، بلا هوادة ، كم من محتال برمزية الوفاء!؟ وجدت
كم من سفيه برمزية الطهارة!؟ أحصيت
نصوصي عاجزة عن الوصف، و أيهم بدأ بالصفعات، آه، لقد كانت الصفعة الأولى أحن علي عند ولادتي، من المؤسف ، أن تغيب و عناوين الظنون بالإساءة ، اتهام و إدانة لك، و كأن الكل صار قاض، و أنت المتهم المدآن
طريقكم كنت أعرفه، ولكن رجلاي عجزت عن السير، وحذائي حبر جاف من محبرة السير، إلى وجهتكم و مكانكم و زمانكم، فأنا لا أجيد المشي حافي القدمين ، لقد تعبت أن أتزين و أن أكون الضيف غير المرغوب فيه، و أنا أعلم
فصلابة صمتي أجابت حين سألت، فلا تسألونني عن بشاعة الوصف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق