حين يتثاقل اليوم وتخف الروح

بقلم/نشأت البسيوني
حين يتثاقل اليوم على كتف الانسان ويحس انه شايل هموم قد عمرين وواقف في وسط زحمة الدنيا لكنه من جواه فاضي ومافيش حد سامع ولا فاهم ولا حاسس ويحس ساعتها ان روحه مش ماشيه معاه وان خطواته بقت ابطأ من العادي وان نبضه مش ثابت وان دماغه تايهه وان قلبه نفسه مش قادر يشرح اللي جواه ومهما حاول يلاقي كلمات مش بتكفي ويحس ان التعب مش في
الجسد قد ما هو في الروح وان الضجيج حواليه مش بيغطي على صوته الداخلي بالعكس بيخليه اوضح لكنه موجوع اكتر ويحس ان كل حاجه حواليه بقت بعيده وكل حد حواليه بقى غريب وان اللحظات اللي كان بيلاقي فيها نفسه بقت نادره وانه مش فاهم ازاي وصل للمرحله دي وازاي بقى بيداري وجعه بابتسامه مش حقيقيه بس عشان ما يبانش ضعيف قدام ناس عمرها ما هتحس
ولا هتفهم ومع كل يوم يعدي يبدأ يشوف نفسه من زاويه تانيه يشوف انه اتغير من جواه اكتر من اللي باين يشوف انه اتعلم يتحمل اكتر مما يحتمل وان اتشال عليه فوق طاقته لدرجة نسي يحس بنفسه ويشوف انه كان شايل عبء ناس ما تستحقش وان حياته اتعلقت في ايد ناس ما صانتش قلبه ولا وجوده ويشوف انه كان بيجري ورا اللي عمره ما وقف عشانه وكان بيدي اللي محدش
قدره وكان بيمد ايده لناس سبوها تقع كل مره ويشوف انه طول الوقت بيراعي مشاعر اللي ما رعوش مشاعره ولا فكروا يوم يطبطبوا على قلبه بكلمه ولا ياخدوه من وسط همه لحضن يحسسه انه مش لوحده ومع الوقت يعرف ان المسافات اللي بتكبر بينه وبين الناس مش غلطه منه ولا نقص فيه وان البعد احيان يكون راحه وان الصمت قوة مش هروب وان التغيير مش نهاية لكنه
بداية وان الوحدة مش دايما وجع ساعات تكون علاج وان الروح لما تتعب مش معناها انها ضعفت لكن معناها انها اختنقت من اللي حواليها ومحتاجه ترجع تتنفس وتستعيد نورها من تاني ويبدأ يدور على نفسه اللي ضاعت وسط الزحمة يدور على ضحكه حقيقية يدور على لحظه يرتاح فيها من غير خوف ولا قلق ولا عتاب ولا نظرات تكسر روحه يدور على حضن صادق يرجعه لاصله
ويدور على كلمة طيبة تتقال من غير طلب ومن غير مقابل ومن غير نية مستخبية ويعرف انه مش مطالب يحب الكل ولا يرضي الكل ولا يشيل هم الكل لانه لو ما حبش نفسه الاول هيديعها ولو ما حافظش عليها محدش هيحافظ ولو ما وقفش معاها محدش هيقف ويعرف ان اللي ما شافش قيمته خسر وان اللي ما حسش بوجعه ما يستحقش يقرب وان اللي ما سمعش صمته ما يستحقش
مكان جواه وان الدنيا دايما بتكشف مع كل سكوت ومع كل غياب مين يستحق ومين لا ومع كل هذا يكتشف ان الروح رغم تعبها بتقوم وان الكسور اللي جواها بتتلملم وانها رغم السواد اللي شافته بتعرف تطلع نور وانها رغم الخذلان بتعرف تحب تاني لكن بحذر وانها رغم الخوف بتمشي ورغم الثقل بتخف لما يشيل من قلبه ناس ما بتضيفش غير وجع ويشيل ذكريات بتوجعه ويبعد كل
صوت يطفي نوره ويفضل ماشي في طريق طويل يمكن مافيهوش بداية واضحه ولا نهاية مضمونه لكنه ماشي لانه لسه جواه حاجه بتقول كمل ولسه نبض بيقول هتلاقي ولسه في قلبه همسة بتقول ان الفرج قريب وان السلام جاي وان اللحظه اللي هيفهم فيها كل اللي عداه جاية مهما اتأخرت ولما يقف في يوم وسط كل اللي شافه يلاقي انه رغم الضجيج والوجع والخسارات لسه واقف ولسه
حي ولسه فيه نبض نضيف ولسه فيه جزء جواه ما اتلوثش ولسه فيه نقاء ما اتملاش غبار ولسه فيه ضوء داخلي مهما خف يفضل موجود ويعرف في اللحظه دي انه مش محتاج نهاية خيالية ولا مشهد يبان بطولة يكفيه صدقه مع نفسه يكفيه انه نجى واتغير وكمل بعد ضعف ووقف بعد انكسار وعدى رغم الخوف وفهم انه طول الوقت ما كانش لوحده وانه كان ماشي بستر ربنا وحفظه وان ده وحده كفاية يخليه يكمل الطريق من غير ما يخاف من بكرة ولا من حد






