انطلاق فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر اللغة العربية الدولي السابع بالشارقة بعنوان: تعليم اللغة العربية وتعلمها، تطلع نحو المستقبل: “المتطلبات، والفرص، والتحديات” – (حضوريًّا وعن بُعد)

متابعة / عاطف البطل
انطلقت فعاليات مؤتمر اللغة العربية الدولي السادس بالشارقة بعنوان: تعليم اللغة العربية وتعلمها، تطلع نحو المستقبل: “المتطلبات، والفرص، والتحديات”، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور/ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة – يحفظه الله ويرعاه-، وبحضوره الجلسة الافتتاحية
حيث انطلقت فعاليات المؤتمر اليومُ الثاني الموافق 17 يناير 2024م، حيث انعقدت 10 ندوات، منها 6 ندوات حضورية و4 ندوات عن بُعد (إجمالي 10 ندوة)، الندوات تضمنت 41 ورقة في موضوعات بحثية مختلفة.
وجاء ذلك بحضور عدد كبير من ذوي الاختصاص ومحبي اللغة العربية عبر برنامج (زووم) وحضوريًا، وتناولت هذه الأوراق العديد من البحوث والدراسات الميدانية التي تسهم في تطوير تعليم اللغة العربية وتعليمها، حيث جاءت الندوة الأولى بعنوان: “إستراتيجيَّات تدريس اللُّغة العربيَّة” وتضمنت الندوة 5 بحوث في الموضوعات التالية: دور مهارات التفكير في تيسير تعلُّم النحو وفهم متونه -ألفية ابن مالك أُنموذجًا-، وفعالية إستراتيجيَّة قائمة على مهارات البحث والتفكير اللُّغويّ في تنمية مهارات اللُّغة العربيَّة لدى متعلميها، ودور التعليم التفاعُليّ في تنمية مهارات اللُّغة العربيَّة لدى الطالب الجامعيّ، وبرنامج قائم على المدخل التواصليّ لتنمية مهارات الحوار المناسِبة لطلاب المرحلة المتوسطة، وإستراتيجيَّة حلقات الأدب ومدى تأثيرها في تعزيز الحصيلة اللُّغويَّة وتنمية مهارات التواصُل لدى طالب الصف السابع.
كما تم رصد ردود فعل المشاركين في المؤتمر من خلال استطلاع رأي، وعبر المشاركين والحضور عن آراءهم بأنه يمثل فرصة متميزة أتاحت لهم الاطلاع على التجارب والأفكار والبحوث العاملة في ميدان التربية والتعليم، وتضمن العديد من الدراسات التطبيقية والواقعية التي تلبي متطلبات تعليم اللغة العربية وتعلمها في الظروف الراهنة، ويُعد إنجاز رائد للرقي باللغة العربية وإشعاع حافل بموائده العلمية المختلفة المشارب المتوحدة الرؤى للرقي والاستشراف باللغة العربية عالميًا، كما ناقش قضايا حيوية تهتم بالتعليم، والتفاعل مع القضايا العصرية وعرض الحلول لها عبر خبرات من الدول المختلفة، كما أشاد المشاركين بدقة التنظيم والإشراف السلس والمثالي، وتميز بمشاركة ذوى الاختصاص من الخبراء والباحثين في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها على المستوى الإقليمي والدولي، وشمولية الموضوعات التي تناولها الباحثين، وإبراز فاعلية التعليم عن بعد من خلال المؤتمر نفسه، والإصدارت الخاصة بالمؤتمر التي تُعد مرجعًا لذوي الاختصاص في اللغة العربية والمهتمين، كما وضع حلول واقعية للتعامل مع التقنية في التعليم من خلال عدة أبحاث تناولت هذا الجانب.
بالإضافة إلى ذلك تناولت الندوات بشكل هادف ودقيق قضية تعلم اللغة العربية وتعلمها في مجال الاتجاهات الحديثة في تقويم تعليم اللغة العربية وإستراتيجيات تدريس اللغة العربية، وكذلك برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وخصائص أنشطة اللغة العربية ومهاراتها المختلفة، كما نجح المؤتمر في تسليط الضوء على أهم استراتيجيات التعليم الحديثة التي يمكن توظيفها في تعليم اللغة العربية وتعلمها، ومكن المتابعين من احتكاك بعضهم ببعض والاستفادة من الخبرات والتجارب بينهم، والجمع بين النوعية والعالمية والاستثنائية والمهنية العالية والاحترافية، وأشاد الجميع بأنها مبادرة متميزة وفريدة في الاطلاع على أفضل الممارسات التربوية وتبادل الخبرات.
ومما هو جدير بالذكر أن المؤتمر يُعد أحد البرامج المعتمدة للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج للدورة 2023/2024م، والذي يسعى إلى استجلاء ومناقشة القضايا والدراسات والأبحاث وأفضل الممارسات والتجارب العلمية والعملية ذات الصلة بواقع تعليم اللغة العربية وتعلمها، والتعريف بالجهود الفردية والمؤسساتية ودورها في تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها، والاطلاع على أحدث المستجدات والمبادرات المبدعة والتقارير والتجارب الناجحة، كما يسعى إلى نشر الوعي وتحمل المسؤولية المشتركة وضرورة التنسيق بين المؤسسات المعنية بتعليم اللغة العربية وتعلمها تجاه اللغة العربية، والإفادة من التجارب والخبرات العالمية، لتطوير تعليم اللغة العربية مع مراعاة خصائص اللغة العربية، بالإضافة إلى مناقشة التحديات العصرية التي تواجه مستقبل تعليم اللغة العربية وتعلمها.
كذلك استجابةً لتوجيهات القيادات الخليجية الرشيدة، واسْتِمْرَارًا لِجُهُودِ الْـمَرْكَزِ فِي السَّعْيِ إِلَى تَحْقِيقِ أَهْدَافِهِ، كذلك وَضِمْنَ مُبَادَرَاتِ خُطَّةِ المركز، حيث يُعقد المؤتمر خلال يومي 16 و17 يناير 2024م، ويتضمن برنامج المؤتمر 22 ندوة علمية و3 ندوات لأفضل الممارسات والتجارب بمشاركة 110 خبير وباحث.
وتكمن أهمية المؤتمر إلى تشجيع الإبداع والمبدعين، في طـرح حلـول للمشـكلات التـي تواجـه تعليم اللغة العربية وتعلمها، ورؤى جديـدة للتعامل معها، عبر مجــالات علميــة وتطبيقيــة بمؤسسـات التعليـم، وجعل اللغة العربية مسايرة لمتطلبات العصر، ووضع الحلول العلمية والعملية لمعالجة مواطن الصعوبة؛ لفتح آفاق مستقبلية للبحث الجاد لتطوير وتوظيف المفاهيم والنظريات الحديثة في تعليم اللغة العربية وتعلمها، كما أنه يسعى إلى معرفة الإمكانات المتاحة لخدمة اللغة العربية وآفاقها المستقبلية؛ لتواكب التطوّرات العلمية والتكنولوجية السريعة، حسبما يقتضيه العصر في ظلّ تحديات عصر العولمة والتقانة، بالإضافة إلى تشجيع البحوث والدراسات الخاصة بخدمة اللغة العربية؛ لمناقشة التحديات العصرية التي تواجه مستقبل تعليم اللغة العربية وتعلمها، والسعي بجدية لوضع تصور واضح وتوجه جديد يعتمد على الأداء والمشاركة، ونستشرف بها المستقبل بتوظيف الدروس المستفادة، وفهم معطيات المرحلة الحالية وجعلها مسايرة لمتطلبات العصر، وإفادة كلَّ مَنْ له عَلاقة بتعليم اللغة العربية؛ من المعلمين والمشرفين التربويين، ومُصمِّمي المناهج، والباحثين وصُنَّاع القرار.
والجدير بالإشارة أن المؤتمر يَهْدِفُ إلى تشخيص واقع تعليم اللغة العربية وتعلمها على المستويين الإقليمي والعالمي، واستعراض أحدث الدراسات والبحوث الأكاديمية والتطبيقية، والأفكار والرؤى حول تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها، واستشراف معالم التحديات التي تواجه اللغة العربية، وتقديم المقترحات والحلول لها، والإفادة من التَّجارب والخبــرات بيــن مؤسســات التعليــم بالعالــم العربي في لتطويــر تعليم اللغة العربية وتعلمها، وتبادل الثقافة والمعرفة حول القضايا المعاصرة في مجال تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها، والإفادة من البرمجيّات والتقنيّات الحديثة في تدريس اللغة العربية وتحديد مَعالِم التحديات الإيجابيَّات والسلبيَّات المتعلِّقة بتوظيف التقنية في تعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى استشراف مستقبل التعليم عن بُعد في العالم العربي وتحديد معالم التحديات التي تواجه تطويره.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول: أن تفوقَ أيةَ أمةٍ مرهونٌ بلغتِها قوةً وضعفًا، ازدهارًا وانحدارًا، ومن ثمَّ ليست اللغةُ مجردَ أداةِ تواصلٍ، وإنما هي وعاءُ الفكرِ والثقافةِ، ومظهرٌ من مظاهرِ الإبداعِ الذي تشاركُ به الشعوبُ في صياغةِ الحضارةِ الإنسانيةِ.
لذا ندعو إلى تضافر جميع الجهود على المستوى الفردي والمؤسسي لجميع المؤسسات المعنية بتعليم اللغة العربية وتعلمها وضرورة التنسيق بين تلك المؤسسات لتكثيف الجهود والعمل المستمر على تلبية متطلبات تلك اللغة لمواكبة العصر ومواجهة التحديات العصرية التي تواجهها.