يعيش جمال حتى في موته

بقلم : الاعلامية / د هاله فؤاد
مكانك في القلوب والعقول والوجدان ياجمال .
إذا بحثت عزيزي القارئ عن أي شخصية في التاريخ منذ البشرية بعيدا عن رسولنا الكريم وسائر الأنبياء عليهم وعلى نبينا ورسولنا محمد السلام .
لاتجد شخصية يتم ذكرها على مدار اليوم يوميا مثل الزعيم الخالد / جمال عبدالناصر .
وهذه الهجمة الشرسة ليست وليدة اليوم ولكنها بدأت منذ تولي السادات الرئاسة .
تجد العديد من الأفلام التي عمدت إلى تشويه الزعيم ناصر وفترة حكمه .
ولكن هيهات هيهات حتى الآن لم ولن ينجحوا أبدا مطلقا إطلاقا.
فأعماله باقية وشاهدة على طهارته ونزاهته وبعد نظره .
فلتنظروا إلى برج القاهرة الذي يشهد على طهارته ونزاهته ووطنيتة وبصيرته .
فمن لا يعلم قصة بناء هذا البرج العملاق الذي يزين القاهرة جاءت نقوده كرشوة للزعيم جمال عبدالناصر ليغير من سياسته في دعم حركات التحرر في الدول العربية والافريقية ، فأخذها وبنى بها برج القاهرة واختار مكانه امام السفارة الأمريكية ، كرسالة للعدو أنه لامجال لتغيير سياسة دعم حركات التحرر .
لم يأخذ النقود ويضعها في البنك أويرسلها لبنوك سويسرا .
لقد مات ولم يمتلك شيئا .
ويكفيه فخرا أن الأعداء شهدوا له قبل الأصدقاء .
فهذا ماشهد به يوجين جوستين رجل المخابرات وأحد كبار المتخصصين في الشأن المصري في السي آي إيه الذي صرح وكتب مانصه :
مشكلتنا مع ناصر أنه بلارذيلة مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح فلانساء ولاخمر ولامخدرات ولايمكن شراؤه أو رشوته أو حتى تشويهه ، نحن نكرهه ككل ولكننا لانستطيع أن نفعل شيئا تجاهه لأنه بلارذيلة وغير قابل للفساد.
وهذا السد العالي الذي لايزال ركيزة أساسية للأمن المائي والكهربائي المصري ..وهو أحد رموز السيادة والاستقلال الوطني ، وارتبط إسمه بالزعيم الخالد جمال عبدالناصر الذي لم يخضع لابتزاز البنك الدولي ومحاولة السيطرة على مصر سياسيا وإقتصاديا .
فكان رد الزعيم ناصر بتأميم قناة السويس التي أصبحت عوائدها تستخدم لتمويل بناء السد دون الحاجة للبنك الدولي .
عرفوا حقيقتة الرائعة وفضله بعد مماته : فهذا د/ يوسف إدريس الذي كان يكره الزعيم جمال ويتمنى موته وقال فيه:
وداعا ياسيدي ياذا الأنف الطويل وداعا .
وبعد مماته بفترة يقول :
لماذا كرهتك في أحيان ؟ لماذا تمنيت في لحظات أن تموت لأتحرر ؟
مستحيل أن اكون نفس الشخص الآن الذي يدرك أنه حر ، الحرية الكاملة بوجودك معه ، إلى جواره ، موافقا على كل مايفعل .
تصور يريدونك أنت الحي جثة يدفنونها .. مستحيل ، يقتلونني قبل أن يأخذوك ، ففي أخذك موتي ، في إختفاءك نهايتي ، وأنا أكره النهاية كما تعلم .. أكرهها أكرهها.
يكفي أنك معي .. أنا .. أنت تاريخي وأنا مجرد حاضرك .. والمستقبل كله لنا .. مستحيل أن أدعهم يأخذونك ، يميتونك ، يقتلونك .
وهذا الشاعر صلاح عبدالصبور الذي كان يكره الزعيم ناصر كراهية لاحدود لها ، فبعد رحيل ناصر بستة عشر عاما يقول :
هل مت ؟ لا، بل عدت حين تجمع الشعب الكسير وراء نعشك.
إذ صاح بالالهام :
مصر تعيش ..مصر تعيش..
أنت إذا تعيش ، فأنت بعض من ثراها
بل قبضة منه تعود إليه ، تعطيه ويعطيها إرتعاشها
وخفق الروح يسري في بقايا تربها، وذما دماها
مصر الولود نمتك ، ثم رعتك ، ثم إستخلفتك على ذراها
ثم إصطفتك لحضنها ،
لتصير أغنية ترفرف في سماها .
وأيضا في قصيدتة الحلم والأغنية الذي بكاه بحرقة فيها :
هل مات من وهب الحياة حياته ، فهو حلم للفقراء والمعذبين وهو أغنيتهم :
كان الملاذ لهم من الليل البهيم
وكان تعويذ السقيم
وكان حلم مضاجع المرضى ، وأغنية المسافر في الظلام
وكان من يخلو بذكر فعاله في كل ليلة
للمرهقين النائمين بنصف ثوب ،نصف بطن
سمر المودة والتغني والتمني والكلام
وكان مجيئه وعدا من الآجال .
لايوفي لمصر ألف عام
كأن مصر الأم قد غفتة، كي تستعيد شبابها
ورؤى صباها
وكأنها كانت قد احترقت
لتطهر ثم تولد من جديد في اللهيب
وخرجت أنت شرارة التاريخ من أحشائها
لتعود تشعل كل شئ من لظاها.
اعتقد هذا التغيير من النقيض إلى النقيض كان بسبب رؤية موضوعية منهم لما فعله الزعيم جمال عبدالناصر من إصلاحات سياسية وإقتصادية وإجتماعية ، فهو بالفعل نصير الغلابة بحق وليست مجرد كلمة تقال ، لا ، بل عن سياسات وإجراءات حقيقية تبناها جمال لصالح الطبقات الفقيرة والمحرومة .
فأصدر قانون الاصلاح الزراعي ، الذي أعطى للفلاح كرامته وإستقلاله فأصبح مالك وليس أجير يضرب بالكرباج.
مجانية التعليم في كل مراحله ، التأمينات ودعم العدالة الاقتصادية ، التأمين الصحي والإجتماعي .
تحقيق الكرامة العربية والدفاع عن الفقراء في مصر وخارجها .
وأخيرا :
اللي بنى السد ، ووزع الأرض ، وعلم الفقير ، ده الزعيم خالد الذكر / جمال عبدالناصر.
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ناصر حبيب الملايين إلى يوم الدين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *