لابد أن ينتصر الخير..
فاطمة عبد العزيز محمد
على مدى الأزمنة وتعاقب الحضارات، واستناداً إلى كتب التاريخ التي فاضت بالمحتويات الدموية، لا أعتقد أن هناك زمن نعم فيه بنو البشر بالهدوء والسلام.
حيث ان الإنسان منذ الخليقة كان في صراع نفسي دائم بين مكنوناته من الخير والشر، وبين شيطانه وملاكه، وبين فعل الصواب والخطأ، ويتنصر الشيطان في معظم الأوقات ليعم الفساد والشر.
فمع غياب الضمير الإنساني وحب الذات على حساب حياة الأخرين، للأسف العالم البشري أصبح يهوى حكم الغاب ويملؤه الجشع والطمع يوماً بعد يوم ويسيطر عليه حب الأنا، وأصبح يرتكب الجرائم اليومية دون إحساس بالحرج بل أصبح فنان مبدع في خلق الأعذار التي تبرر مواقفه، فالسارق يبرر سرقة الملايين وخصوصاً إذا كانت من فاسد والذي يقوم هو بدوره الأخر على السرقة، والقاتل يبرر سفك الدماء بإسم الدين، بإسم تحقيق العدالة، بإسم الشرف والأسباب لا تنتهي، والمزور يبرر الوسيلة بالغاية السامية التي يسعى لها سواءاً كانت من أجل الارتقاء بالوظيفة أو الحصول على رتبة معينة أو حتى توريط أحد أخر في تهمة حتى يستطيع الخلاص من المعوقات التي تقف في طريقه للنجاح، أصبح النجاح مرتبط بالصراط المعوج والأساليب الملتوية التي يستخدمها الأفراد للوصول، فمن طلب العلا دفع الرشاوي ومن طلب العلا سرق البلاوي.
ونحن نملك القدرة على العطاء المستمر وفي يدنا قمع الشر الموجود داخلنا، مع تفشي الفساد والقتل والجرائم قد نشعر بفقدان الأمل والإحباط، ولكن هناك حقيقة ثابته لم تتغير على مر الزمن، يتواجد الشر والخير في كل ذات بشرية وبيدنا نحن أن نُظهر ونعكس ما نشاء، أقدارنا بين يدي الله ولكن طريقة حياتنا بين يدي أنفسنا، فلنرتقي.
ومما لا شك فيه ان الخير ينتصر فى النهاية، لأن الظلم لابد سيزول ويرجع للمظلوم حقه في الدنيا والآخرة، فوحدهم المظلومون يعرفون طعم القهر وفرحة «الجبر»، وفى النهاية أن «يراضيك» الله لهو أمرٌ مؤكد، فهو القائل جل شأنه«ولسوف يعطيك ربك فترضى»..وهذا وعد، ولنا خير مثال على إنتصار الخير على الشر متمثل في الدعوة المحمدية وكيف كانت لها الغلبة في النهاية رغم قوة الشر التي كانت تواجهها في ذلك الوقت من التاريخ.