اتحاد كتاب وصحفيي فلسطين فعاليات رائدة

سامر خالد منصور
أقام الاتحاد العام للكتاب والأدباء والصحفيين الفلسطينيين ملتقاه الشهري (ملتقى الأجيال) برعاية الامانة العامة للاتحاد وقد شارك فيه كل من السادة الشعراء: فينيق عليا عيسى ، نائل عرنوس ، أحمد صالح ، ايميل حمود ، إيمان موصللي ، سمر تغلبي ، علي أبو روزا رنو ، أيهم الحوري ، رضوان قاسم ، جلال علي ، غالية النجار ، نوال حمد ، آيات جوبان ، محمود النجار ، محمد قاقا ، جود الدمشقي ، سعيد العربينية ، سرية عثمان ، عزة خيو ، يونس السيد علي ، عمر ابراهيم ، جاسم محمد محمد ، أكرم صالح الحسين ، فاطمة جعفر والقاصة فاطمة ابراهيم محمد.
ونقتطف من بعض هذه المشاركات مايلي:
كانت أولى محطاته مع ضيفة الملتقى الشاعرة فينيق عليا عيسى ونقتطف مما قدمته:
يرشحُ وجهُك من دنان صمتي
تمور الذاكرة
ويرفع الوقتُ اسمَك
إنها الآن:
تمام التوق وخمس حواس ثملة
لا مسامات..
في وعيي شاغرة
الهذيان كلّي
تحتدم اأنفاسُ التجلي
نوتة عشق
أتنهد
فتزهرُ في أضلاعي
وترَ رباب..
وامتازت نصوص الشاعرة فينيق باعتمادها شيئاً من الحكائية الفنتازية ذات المعادل الموضوعي المرتبط بما تمر به سورية ونحت إلى الحديث عن القيامة فلم تكن قصائدها سوداوية رغم المرارات التي نعيشها والتي عبرت بحرفية عنها ، بل على العكس جاءت قصائدها متوهجة بالإباء والعنفوان السوري بجذره التاريخي والحضاري وتمتعت القصائد بالعتبة الدرامية المرتفعة التي ساهمت في جذب الحضور الذي رأوا أنها قصائد تتسم بالبوح الشفيف العذب رغم اعتمادها المنحى الرمزي فاستطاعت الشاعرة التوليف بين خصائص القصيدة النفسية والرومنسية الحداثوية لخلق قصائد نثر لها خصوصيتها تتميز بالصورة المتمردة على المألوف ، بشكل جمالي والتي تضج بعنفوان الأنثى وبالرؤى الحافزة للخيال وقد اتكأت الشاعرة على كم كبير من المفردات المتباينة ، واستطاعت نسجها معاً لتضفي شاعرية على رؤى لها مساحاتها في التأويل والدلالة وولدت بذلك قصائد لها خصوصيتها. وأشاد الحضور بتراكيب وصور شعرية متميزة ومما أشاروا إليه قول الشاعرة (تمور الذاكرة ، ويرفع الوقت اسمك ، لامساماتٍ في وعيي شاغرة ).
وفي حوار حول مسألة الإبداع الأدبي أشار الأستاذ الناقد أحمد علي هلال إلى كون مقولة الأدب مرآة الشعوب لاتعني أنه ينقل الواقع كما هو بل يعمل المبدع على خلق فضاء آخر عبر فنيات جنس أدبي ما أو عبر نص عابر للأجناس يحمل هذا الفضاء مايمكن اسقاطه على الواقع ويتصل بالواقع عبر مايبثه من دلالات وإشارات ومعادل موضوعي لدى من يتلقاه.
ومما قدمه الشاعر والقاص نائل عرنوس:
على خاطر الورد يأتي العطر ودودا
ويورق الحرف معنى ولودا
يا حزن رفقا
ياقة الفرح تسألك مساء ماطرا
فارفع نبيذ القهر كي نبسم للغيوم
يدا بيد نحو النجوم
لخاطر الورد ياليل الهموم
أسعد قلبها الممتاز
لابأس أن تأتي أبيض من أجل عينيها.. !!
وتلمس الحضور فيما قدمه الشاعر والقاص نائل اتشاحاً بمزيج من الصوفية والسريالية وجدليات الاغتراب النفسي بالإضافة إلى فرادة في تكوين الومضة المشهدية عبر المزاوجة بين مفردات الطبيعة بما تبعث عليه من سكينة وتأمل وبين مفردات من نتاج المدينة وطبيعة الحياة المدنية.
ومن جهته قدم الشاعر جاسم محمد محمد قصيدتين جاء في القصيدة الثانية التي حملت عنوان ربما نهار قوله:
الشتاء أضرم برده
أكسر أقلامي
الآن أتماثل للحب
أغنية الربيع لأنكيدو
رقصاً أندلسياً لفنجان وردة
الندى بلل الذكريات
الجورية ينفلت عطرها المتيقظ
مع صخب الصيف
أصبوحة عصفور
أراد تقبيل نداها
أنين الخريف
تلاشى على سالفتي
وظفائره
غازلت … مدافئ الريح
وقدم الشاعر محمود النجار ثلاث قصائد حول الشام والقدس والتواشج بين بلدي هاتين العاصمتين وقصيدته الثالثة جاءت بعنوان (فراق الخليل) في رثاء الأديب الفلسطيني الراحل عدنان كنفاني ومما جاء فيها:
وَدَاعٌ وَحُزْنٌ وَدَمْعٌ يَسِيْـــلْ
وَقَلــْبٌ يُعَانـِيْ لِفَقْدِ الْخَلِيْلْ
وَلِيْ زَفْرَةٌ بـــَعْدَ آَهٍ سَلَتْنـــِيْ
كَشَمْعٍ تَلَظَّىْ بِنــَارِ الْفَتِيْلْ
تَحَمَّلْتُ حُزْنَاً يُوَازِيْ تُرَابَــاً
عَلَيْــــهِ بِيَوْمِ الْفِرَاقِ أُهِــيْلْ
وَلَوْلَا رِثَائِيْ يُنَاجِيْ فَقِيــْدَاً
لَكَانَ امْتِدَاحِيْ إِلَيْـــهِ الْبَدِيْلْ
وفي قصيدته بعنوان (كسرة خبز) تناول الشاعر محمد قاقا فئة التجار المحتكرين المستغلين المسماة (تجار الازمة) ومعاناة الكادحين المتمسكين بمبادئ الشرف المهني والقيم الأخلاقية ومما جاء في قصيدته:
تلوك المرَّ مخبوزا بقهر
ويأتي الفقر فوق المرّ مرّا
نصيبك أن تعيش على فتات
فتبذلَ جلّه لتنال ذرّا
إذا أسررت يثخن فيك قَرحٌ
وإن أعلنت قد تزدادُ كفرا
تعالت ضحكة الأوغاد حولي
تردد في صداها عمت قهرا
ومن جهته قد الشاعر يونس السيد علي قصيدتين الأولى بعنوان (الشوق معراج الهوى):
ما. أجّجَ الأشواقَ إلّا. مُغرمٌ
يطوي الفيافيَ شوقُهُ بظِفارِ
جازَ الشّقاء إلى الشّقاءِ برغبةٍ
ومِنَ الشّقاءِ لرَاحةٌ لِمُداري
ترنو القُلوبُ إلى الُّلقا بِمحبّةٍ
ورفيلُها يبقى مَدى الأسفارِِ
وغلب على قصيدته الثانية الطابع التشاؤمي ومشاعر الحزن والأسى وقد حملت عنوان (أنا راحل لغدي):
أنا راحل لغدي الذي عاينته
ومتى أعاين من غدي ألقاه
ألفيته كلفا تطارده الهموم
مكبلا وكم براه نداه
خارت عزائمه وبات مضرجا
من فرط تمزيق وسيل دماه
ككلاب صيد طاردته بقفرة
ياليت ذنب قد جنى إياه
حتى إذا بلغ الهوان نكرته
ما لم يذكر طاردا برماه
ما ذنبه إلا كسائر مشرق
إن لم يكن ذاك الشروق سناه
يبغونه عبثا لليل مظلم
بل مذعنا لا لاهثا إلاه
يدرونه التاريخ خط حروفه
من نوره حتى يديم ضياه
وبضاده لغة الجنان تراقصت
ومما جاء في قصيدة الشاعرة آيات جوبان:
يا حاسب النور المطل لمهجتي
رحماك في صبٍّ رجاكَ بسؤلهِ
أنا عينُ يعقوبَ التي قطرت دماً
لقميص يوسف تستشفُّ بكحلهِ
من بات مفجوع الهوى بحبيبهِ
فهو الغريب وإن أقام بأهلهِ
لو كنت ذا وجهين زالت حيرتي
وغدوتُ ذا ظلمٍ يقولُ بعدلهِ
في وجههِ كذبُ الملامحِ واضحٌ
أثرُ القناع بفعلهِ وبشكلهِ
إني وإن أمسيتُ مقتول الرجا
فأنا القتيل المستلذ بقتله
واختتمت فعاليات ملتقى الأجيال بقصة للقاصة فاطمة ابراهيم محمد حول معاناة يومية لشاب فقير يعاني جراء النفاق الاجتماعي في محيطه متبعة أسلوب التورية في بعض عباراتها وقد تطرقت ونسجت القاصة فاطمة تفاصيلا موفقة تبدي التفاعل النفسي للشخصية بين شخصيتها والحدث.