إنحدار الذوق العام : من المسؤول ؟

بقلم : الاعلامية/ د هاله فؤاد
الذوق العام هو مجموعة السلوكيات والآداب التي تعبر عن قيم المجتمع وهويته ومبادئه ، والقيم الاجتماعية والثقافية التي توجه سلوك الأفراد في المجتمع .
ويعد الذوق العام جزءا من ثقافة المجتمع ويتأثر بالتقاليد والأعراف والقوانين السائدة فيه .
في الواقع يختلف الذوق العام من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر ، فكل مجتمع له هويته وثقافتة وعاداته وتقاليده الخاصة به .
ولكن للأسف مع العولمة ضاعت الهوية والعادات والتقاليد بل والأعراف ، وأصبحنا نقلد الغرب وأصبحنا مسخة لا شكل لها ولامعنى .
أين تقاليدنا التي تربينا عليها من إحترام الكبير ، والعطف على الصغير .
أين إحترام المعلم .
فين زيارة الأقارب والجيران ، فين لمة الأسرة حول مسلسل راقي يناقش قضايا الأسرة والمجتمع ، ومناقشة المسلسل بين أفراد الأسرة .
للأسف ادى الانفتاح الثقافي إلى تأثر الناس بالثقافات الأخرى ، مما أثر على العادات والتقاليد المحلية.
من قواعد ومظاهر الذوق العام :
الاحترام المتبادل ، وعدم التدخل في خصوصية الناس وتجنب التنمر والسخرية ، مانراه الآن إختراق للخصوصية تصوير الشخص بدون إذنه ، وإنتشار التنمر بكافة أنواعه ، والابتزاز الالكتروني .
خفض الصوت وتجنب الصراخ في الأماكن العامة ، هنلاقي ميكروفونات في كل مكان ،اغاني وصخب وتلوث سمعي.
اللباقة في المعاملة مع الآخرين ، تجنب الألفاظ البذيئة ، إنتشرت في كل مكان وحدث ولاحرج .
الالتزام بالقوانين والأنظمة ، إيه رأيكم ؟
اما بالنسبة للإنتاج الفني ، والذي يظهر في نوعية الأعمال الفنية التي تعكس مستوى التطور الفني والثقافي .
دي أسفة في التعبير مصيبة سوده سوده سوده .
الفن في الماضي كان يحترم الفرد والأسرة ، لا مشاهد تخدش الحياء ، كان التعبير عن أى معنى يكون بالرمز .
لوعايز المخرج يعبر ان في مشهد إغتصاب كان الزجاج يخبط في بعضه وصوت رعد .
تصل الفكرة للمشاهد دون خدش للحياء ، اما الآن يتم تمثيل المشهد علنا دون حياء ولا إحترام للمشاهد .
ناهيك عن الألفاظ البذيئة ، وألفاظ أصلا لايعرفها المشاهد ، ومشاهد العري والخمور والمخدرات تقريبا في معظم المسلسلات والأفلام .
وكأن هذا هو مجتمعنا ، لاقيم ، لاثقافة .
مسلسلات وأفلام لامغزى منها غير الاسفاف والانحطاط وهذا للأسف يضعونه تحت كلمة الإبداع .
المذيعة المتألقة رحمة الله تعالى عليها سامية صادق لما مسكت إدارة التليفزيون محت كل مشاهد الرقص ، تحية لروحها الطاهرة .
مما سبق نشهد إنحدارا ملحوظا في الذوق العام فما الأسباب ومن المسؤول ؟
ضعف التعليم والثقافة العامة
زمان كانت الكراسات ال بناخدها مجانا من المدرسة بيبقى مكتوب على ظهرها ، قيم ومبادئ ، وسلوكيات وأخلاقيات .
تأثير الاعلام :
بعض وسائل الاعلام تقدم محتوى يعتمد على الابتذال ، والعنف ، والاثارة الرخيصة جريا وراء المشاهدات ، دون مراعاة للمعايير الأخلاقية .
غياب المحتوى الهادف ، والتثقيفي ،والتوعوي ، وتقديم المحتويات التي تعتمد على الجدل والصراعات.
الانبهار بثقافات دخيلة دون وعي .
تفكك الروابط الاجتماعية وغياب الاحترام .
كيف نعيد الذوق العام إلى الرقي ؟
يجب أن تتضافرجهود كل من الأسرة والمدرسة ، والاعلام والفن .
كما يجب أيضا ان يتدخل القانون ، فيجب سن قوانين تحفظ الذوق العام ،وتحاسب على التجاوزات