الجالية اليونانية في مصر يحيون ذكرى معركة العلمين

كتب :وائل عباس
في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز ، أحيا اليونانيون في مصر ذكرى أبطال معارك العلمين التاريخية الذين سقطوا دفاعًا عن الحرية والكرامة الإنسانية ، وذلك خلال مراسم رسمية أقيمت عند النصب التذكاري العسكري اليوناني في مدينة العلمين ، بمشاركة رسمية وشعبية واسعة من الجانبين المصري واليوناني، وممثلين عن عدد من الدول الصديقة.
مراسم مؤثرة في سكون الصحراء
تحول صمت الصحراء في موقع النصب التذكاري إلى مشهد مهيب من الدعاء والاحترام ؛ حيث أقيمت صلاة تأبينية على أرواح الشهداء، وتُليت أسماء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في معارك العلمين المجيدة.
وقد افتتح الملحق العسكري اليوناني في مصر ، النقيب ” ستيرجيوس بوليوس ” الفعالية في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، بينما أقام صاحب السيادة المطران ” جرمانوس من تامياثيوس ” صلاة التأبين على أرواح الشهداء.
وشهدت المراسم لحظة مؤثرة حين ألقى المقدم المتقاعد ” إيفانجيلوس نيكولاكاكوس ” كلمة “دعوة الشهداء إلى حمل السلاح”، مستحضرًا أسماء ورتب الأبطال الذين سقطوا في ميدان الشرف واحدًا تلو الآخر، في مشهدٍ حبس أنفاس الحاضرين تأثرًا وإجلالًا.
الظهور الرسمي وكلمات الوفاء
حضر المراسم نائب رئيس هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني اليوناني الفريق أول بحري ” ثيودوروس ميكروبولوس ” الذي ألقى كلمة أكد فيها أن روح التضحية والبطولة التي تحلى بها الجنود اليونانيون في معارك العلمين ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، قائلاً :
> “إن المثل العليا للحرية والكرامة قادرة على دحر أقوى التهديدات. لقد كتب المقاتلون اليونانيون في العلمين صفحة خالدة من الشرف والتضحية.”
كما ألقى السفير اليوناني لدى مصر السيد ” نيكولاوس باباجورجيو ” كلمةً عبّر فيها عن عمق الإرتباط التاريخي بين الشعبين اليوناني والمصري ، مشيرًا إلى أن النصب التذكاري لليونانيين الـ 89 الذين سقطوا في العلمين يمثل رمزًا خالدًا للتعاون والشجاعة المشتركة .
مشاركة دولية رفيعة
شهدت الفعالية حضورًا رسميًا من عدة دول شاركت في الحرب العالمية الثانية ، حيث قام بوضع أكاليل الزهور كلٌ من :
نائب الأدميرال ” ثيودوروس ميكروبولوس ” نيابةً عن القوات المسلحة اليونانية .
السفير ” نيكولاوس باباجورجيو ” ممثلًا للدولة اليونانية
سفيرة قبرص السيدة ” بولي يوانو ”
رئيس بلدية مرسى مطروح
الملحق العسكري العقيد المهندس ” كونستانتينوس هادجيكوستيس ”
الأمين العام للجالية اليونانية في القاهرة السيدة ” ويلي بوليتي جويت ”
رئيس الجالية اليونانية في الإسكندرية السيد ” أندرياس فافياديس ”
وعدد من ممثلي الجمعيات والمنظمات اليونانية في مصر ، من بينهم السيدة ” أناستازيا ميلوبولو ‘ رئيسة جمعية الصداقة اليونانية المصرية .
كما حضر ممثلة القوات المسلحة القبرصية ؛ مع رئيسة الجمعية اليونانية المصرية السيدة ” أناستازيا ميلوبولو ” والسكرتير الخاص ” فاسيليس زوي ” الذكرى السنوية الثالثة والثمانين لمعركة العلمين، وقامت ممثلة القوات المسلحة القبرصية بوضع إكليلا من الزهور تخليدا لذكرى الشهداء.
كما شارك في وضع أكاليل الزهور ممثلون عن سفارات بولندا وبلجيكا والمملكة المتحدة والبرازيل وأستراليا والأرجنتين واليابان والهند وبلغاريا وصربيا وجمهورية التشيك وهولندا، في تأكيد رمزي على وحدة الشعوب في مواجهة الحرب وتكريمًا لتضحيات المقاتلين.
جيل جديد يواصل الذاكرة
لفت الأنظار حضور طلاب المدارس اليونانية في القاهرة والإسكندرية ، وأعضاء الكشافة الذين شاركوا بعروض رمزية وتحيات للأبطال، ما أضفى على المراسم طابعًا وطنيًا مؤثرًا، وأبرز استمرارية الذاكرة الوطنية لدى الأجيال الجديدة من أبناء الجالية اليونانية في مصر.
رسالة الوفاء والخلود
أكد المشاركون في ختام المراسم أن إحياء ذكرى العلمين لا يقتصر على الطقوس الرسمية فحسب ، بل يمثل فعلًا من الإيمان والأمتنان لتضحيات الأجداد، وتجديدًا للعهد على صون قيم الحرية والسلام التي ناضلوا من أجلها.
> العلمين ليست مجرد مكان في التاريخ ، بل رمز خالد للشجاعة والوحدة والإنسانية.
وما دام العلم اليوناني يرفرف هناك ، في قلب الصحراء المصرية ستبقى الذاكرة حيّة في قلوب اليونانيين والمصريين على حد سواء .