التكلم.

فاطمة عبد العزيز
فضل الله الإنسان على كثير ممن خلق تفضيلاً، وجعل له مميزات يتفرد بها عن سائر المخلوقات، ووهبه نعما اختصه بها ومنها نعمة الكلام، حيث قال تبارك وتعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن:٣ – ٤].
وقد عني الإسلام بأمر اللسان أيما عناية، فحث ربنا جل وعلا في محكم التنزيل وعلى لسان سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه على حفظ اللسان وصيانة المنطق، ومجانبة الفحش، فقال جل وعلا: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)، «الإسراء: الآية 53»، ووصف الله عز وجل ذوي الإيمان وأرباب التقى بالإعراض عن اللغو، ومجانبة الباطل من القول، فقال: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون)، «المؤمنون: الآيات 1 ـ 3».
كما ان كل نعمة إلهية مهما كان حجمها تستوجب الشكر لله، الشكر الذي يتجلى في استخدام اللسان في التعبير عن الحق والحقيقة، وتجنب الكذب والغيبة والنميمة، فلقد خلق الله الإنسان ليكون داعياً إلى الحق وهادياً إلى الصراط المستقيم، لا وسيلة للخداع والضلال والضياع والنفاق.
والذي يصعد إلى الله تعالى الطيب من القول هو الذي يصعد إلى الله تعالى ويكتب للعبد (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر: 10]، وكل قول معروف طيب، تكرر الحث عليه في القرآن قال تعالى: (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة:263]، وقال تعالى: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء:114]، وقال سبحانه: (وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) [البقرة: 235]، وقال جل شأنه: (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) [النساء:5]، فحثنا الإسلام على الكلمة الطيبة ونهانا عن كلمة السوء حيث الكلام علامة من علامات أهله ونجاة للإنسان في الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *