أنغام من الهايكو في رئة جمعية ناي الثقافية

سامر منصور
أمسية شعرية موسيقية أقامتها جمعية (ناي) الثقافية في المركز الثقافي في حي أبو رمانة الدمشقي تضمنت مشاركات مميزة لنخبة من شعراء مايعرف بشعر الهايكو.. تخللها محطات موسيقية متنوعة لآلة العود يرافقها الإيقاع قدمها كل من الموسيقي المميز سلام بشر وعازف الإيقاع طلال غريب.
و قصيدة الهايكو هي مدرسة يابانية في فن الشعر أضحت تجد اقبالا عالميا وشعر الهايكو يقوم على تفجير المعنى من ومضة مشهدية أو أكثر بطريقة معبرة.
وفيما يلي نماذج مما ألقاه السادة الشعراء:
“رغم قطرات الندى لاحياة جديدة.. اللبلابة اليابسة اطار مناسب للشرفة المهجورة”
“تشبه فستان زفاف.. الغيمة التي تعبر الآن سور المدفن”
نجوى الشعار
“كلما تحركت توقظ أحلام الطفولة.. أرجوحة الدار”
“شجرة ناضجة تكاد الجذور تلمس الثمار”
خالد أبو خليف
“توقف القصف.. تشبه الغيمات بغزل البنات ، الخارجة من الملجأ”
هالة شعار
“هذا الصباح قوس قزح تقطعه الغيوم.. قرطاها من الموسم الماضي شجرة الكباد”
“قناديل صغيرة على حبال الغسيل.. حبات المطر”
ديانا الأسمر
“باب الحديقة.. يسقط المطر ، على الذكريات”
“أواخر كانون الثاني.. عشب الرصيف المتجمد ، عصي الدمع”
الدكتور سامر زكريا
“معطف جديد.. ماتزال باقية ، ندوب الحرب”
تمارة عثمان
“رغم قوتها لا تعرف أين تكون غدا ، الرياح أقصد”
“يتلصص علي.. في حياته السابقة كان مخبرا ، قط الحي”
“عنصرية.. العجلات سوداء .. بيضاء السيارة”
فادي محمود
“فجر السنة الجديدة.. الشمس تشرق من نفس المكان”
فادية سلوم
.”مجرى النهر.. ترتق أخدود الجبل ، بتلات الياسمين”
حسام الدين قوادري
امتازت المشاركات بالطاقة التعبيرية المختزنة بقصائد الهايكو التي تحكي الكثير بأقل مجهود لغوي ولعلها تشبه ابراً في العضب وقد تنوعت المواضيع والطروحات وطريقة التناول ولكن معظم تلك القصائد استمدت مكونها البصري من الطبيعة أو البيئة الريفية ولعل ماجذب شعراء العالم إلى قصيدة الهايكو هو سحر الطبيعة حيث تكرس جل قصائد الهايكو حضور الطبيعة في وجدان وذهن الإنسان حيث تأتي المعاني والمدلولات العميقة عبر مشاهد بسيطة وسحرية تحدث في محيطنا الطبيعي فتهبنا عتبات تأمل لاحصر لها… هناك سر كوني يربط الإنسان بالطبيعة رغم كل التمدن والأنماط والتكنولوجيا والحداثة وهذا السر يقرأ بلغة فن الهايكو.. ذلك الفن المعبر عن تفاعل مع حركية واعية في هذا الكون المليء بالأسرار والمعاني بعيدا عن الابتذال والموشحات الأيديولوجية.. إن شعر الهايكو هو من أبلغ أصناف الشعر إن أخذنا البلاغة كما عرفها المتصوف النفري قائلا:”البلاغة هي لمحة دالة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *