لا معبود بحق إلا الله عز وجل

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لقد وردت في القرآن الكريم نحو ثلاثمائة وستين آية تحدثت عن العمل وحيث أن السنة القمرية ثلاثمائة وخمس وستين يوما فهذا يوحي بأن العمل في كل يوم من أيام السنة متواصلا دون انقطاع، فما هو العمل العمل؟ إنه ذلك المجهود الذي يقوم به الإنسان وحده أو مع غيره، لإنتاج سلعة، أو تقديم خدمة، وهو السلاح الأول لمحاربة الفقر، فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في جولة تفقدية، فإذا بلدة إسلامية كل أصحاب النشاطات الاقتصادية فيها ليسوا مسلمين، فتألم أشد الألم وعنفهم أشد التعنيف.
وقال لهم كيف بكم إذا أصبحتم عبيدا عندهم؟ والحقيقة الصارخة أن العالم اليوم منقسم لا إلى شرق وغرب، ولا إلى شمال وجنوب، ولا إلى يمين ويسار، ولكن العالم اليوم منقسم إلى منتج ومستهلك، فالمنتج قوي متحكم، والمستهلك ضعيف مستحكم، وإن المسلم يجب أن يصنع سلاحه بيده وينتج قوته من أرضه ومن أقوالهم “بئست أمة أكلت خبزا لم تزرعه ولبست ثوبا لم تصنعه” وإن الأمر جد خطير إذا اعتمد المسلمون على أعدائهم فى إستيراد لقمة العيش والخبز والدواء واللباس وكل المستلزمات الحيوية الضرورية وما كل ذلك إلا للتأكيد على أهمية العمل والإنتاج، إذ إن الأمم تستورد قوتها من يد عدوها ولا تملك كلمتها ولا إرادتها إلا إذا عمل أبناؤها جميعا على رقيها ونهضتها، واستطاعت أن تنتج طعامها، وشرابها.
وكساءها، ودواءها، وسلاحها، وسائر مقومات حياتها، ولن يكون ذلك إلا بالعلم والعمل والتخطيط الجيد فينبغى أن تعمل الأمة جيدا وتعلم أن ما هدم فى سنوات طويلة لا يمكن أن يبنى في أيام قليلة ومن أقوال فضيلة الشيخ محمد متولي الشعرواى رحمه الله” لن تكون كلمة الأمة من رأسها إلا إذا كانت لقمتها من فأسها ” وإن الله عز وجل هو الإله الواحد المعبود فلا معبود بحق إلا هو عز وجل ولكن هناك أنواع من البشر قد ضلوا الطريق وغابت عقولهم وعميت أبصارهم عن الحق وعن طريق الهداية والرشاد فعبدوا ألهه كثيرة من دون الله عز وجل، وكما أن هناك عبودية الدرهم، والدينار، والخميصة، والخميلة، لقوله صلى الله عليه وسلم “تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن منع غضب، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش”
وهذا تحذير من الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته من الإيغال في هذه الدنيا وأن تكون أكبر همهم، فبيّن أن العبد الذي يجمع الدنانير والدراهم ويرضى بذلك وهو أكبر همه ويصرف وقته وطاقته وجهده وشبابه في جمع الدراهم والدنانير، أو جمعِ الخمائل والخمائص وهي أنواع الملابس أو ما يشبه ذلك من ضروب هذه الدنيا ومما فيها، فإنه قد تعس، وقوله صلى الله عليه وسلم “تعس” وهو دعاء عليه بالهلاك، عبد الدينار “عبد الدرهم” وهو الذي يتوقف رضاه على إعطائه الدينار والدرهم، وسخطه على عدم ذلك، وهذه منقصة تدل على أن الدنيا إنما هي معبر وليست بدار إقامة، ووسيلة وليست غاية لكن من خالط قلبه الإيمان كان بخلاف ذلك فيستقل الدنيا ويستضعفها، ويزهد فيها إن لم تكن من طريق حلال.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏غرفة أخبار‏‏ و‏تحتوي على النص '‏‎REDMI NOTE 9 9 PRO ALQUADCAMERA CAMERA‎‏'‏‏
عرض الرؤى
معدل وصول المنشور: ٤
أعجبني

تعليق
إرسال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *