الدكروري يكتب عن تذكير بقصة إبراهيم الخليل

بقلم / محمـــد الدكـــروري
شالحمد لله العلي الأعلى، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما أحد أصبر علي أذي سمعه منه، يدّعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان.
على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق، وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن شروط وأحكام الأضحية، وإنها تذكير بقصة إبراهيم الخليل، وطاعته لربه هو وابنه لما رأى في المنام أنه يذبحه، ورؤيا الأنبياء حق وصدق، فاستسلم الأب وابنه لأمر الله، وقلبه على قفاه كي لا يشهد ألم الذبح على وجهه “وناديناه يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ” وهكذا فدى الله إسماعيل بكبش عظيم، وكان ذلك آية من آيات الله تعالى، ومضت سنة النحر في العالمين لذلك الحادث العظيم، رفع الله منارة الإيمان، والتوحيد، وجمال الاستسلام، وعظمة التسليم، والطاعة لرب العالمين، ويتذكر كذلك الإنسان بها نعمة الله عليه أنه أبقاه حيا إلى هذه السنة، وفيها توسعة على النفس.
وأهل البيت، وإكرام الأقارب، والجيران، والإخوان، والصدقة على الفقراء والمساكين وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين، وقد ذبح بعد خطبة عيد الأضحى وقال “من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، شكرا لله تعالى على نعمه المتعددة، نعمة الإيمان، والسمع، والبصر، والمال، صورة من صور الشكر لرب العالمين التي يظهر بها التوحيد جليا، فقال تعالى “فصلى لربك وانحر” أى وانحر لربك، وأهل الجاهلية ينحرون القرابين لأوثانهم وأصنامهم، ولقد سميت أضحية من وقت ذبحها، اشتقاقا من وقت الضحى الذي تذبح فيه، إنها من بهيمة الأنعام فلا تجزئ من غيرها، والذين يريدون تطيير الشريعة تحت عنوان تطوير الشريعة، يريدون أن يبدلوا كلام الله، يخرجون اليوم بالفتاوى المعوجة لتغيير الدين وتبديله، فتارة يقولون بالدجاج، وتارة يقولون بأشياء أخرى، يريدون أن يبدلوا شعائر الله.