جلسات “سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء”


متابعة / عاطف البطل
كاتب صحفي وعضو جمعية الصحفيين الإماراتية
U11619767@outlook.sa

اختتمت مساء يوم الجمعة 12 سبتمبر الجاري في مقر اليونسكو بباريس فعاليات الندوة الدولية الكبيرة “سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء” والتي نظمتها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالتعاون مع منظمة اليونسكو في إطار الاحتفال بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس (1925 ـ 2025).

والتي كانت تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، واشتملت على معرض تشكيلي ومعرض صور بعنوان (كلمات تهوى الجمال) ومعرض كتب مصغر عن إصدارات مؤسسة العويس وترجمات مختارة لأشعار سلطان العويس إلى الفرنسية والإنجليزية، وفيلم وثائقي قصير عن حياته، وجلسات فكرية ونقدية وأمسية شعرية حملت في مضمونها الكثير من العمل النقدي حول شعر وشخصية سلطان العويس.

وقد حضرت الندوة معالي الوزيرة نورة بنت محمد الكعبي، وسعادة فهد سعيد الرقباني سفير الدولة لدى فرنسا وسعادة إرنستو أتون راميريز، مساعد المديرة العامة لقطاع الثقافة في منظمة اليونسكو، و سعادة الدكتور سليمان موسى الجاسم، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وسعادة علي الحاج آل علي، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو، رئيس المجموعة العربية، وسعادة عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وعدد من رؤساء الوفود الدولية الدائمة لدى اليونسكو ونخبة من المفكرين والأدباء والشخصيات العامة والإعلاميين وغيرهم من المهتمين.

وقد حملت الجلسات التي استمرت لمدة يومين بمشاركة نخبة من الباحثين والأدباء والشعراء والمستشرقين من مختلف دول العالم، الكثير من الطروحات النقدية التي تناولت شعر العويس وجوانب من حياته وغناها الإنساني.

شارك في اليوم الأول كل من: الدكتورة باربارا ميخالك من بولندا ببحث بعنوان (سلطان العويس شاعر الحب ومد الجسور بين الانسان والانسان)، والدكتور يوسف الحسن بورقة عنوانها (التنوير العربي في الخليج ـ سلطان العويس نموذجاً) ، والدكتور علوي الهاشمي من البحرين وحملت ورقته اسم (الشاعر سلطان العويس: قراءة في تفكيره النقدي) وأدار الجلسة سعادة الأستاذ عبد الحميد أحمد.

وفي الجلسة الثانية شارك كل من الدكتورة إيزابيلا كاميرا من إيطاليا، بورقة عنوانها (الأصالة والحداثة في شعر الحب عند سلطان العويس)، والدكتور شتيفان ف من ألمانيا الذي حملت ورقته اسم (سلطان العويس وتلقي الشعر العربي في ألمانيا)، والدكتور بطرس حلاق من فرنسا قدم ورقة (بعنوان وقد تصاغ الحياة قصيدة)، وكتب الأستاذ عبد الغفار حسين شهادة بعنوان (تأسيس جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية) قرأها نيابة عنه الأستاذ ناصر الظاهري. وأدارت الندوة الدكتورة فاطمة الصايغ.

وشارك في ندوات اليوم الثاني كل من: الدكتور شوقي عبد الأمير وكانت بحثه بعنوان (دور جائزة العويس في تفعيل الحياة الثقافية العربية)، وجاءت ورقة الدكتور عبد الخالق عبد الله بعنوان (صورة المثقف لدى سلطان العويس)، وقرأت الدكتورة بيندكت لوتيليه من فرنسا بحثاً بعنوان (الإرث الشعري لسلطان العويس: قيم القصيدة في عصر العولمة)، بينما قدم الدكتور سليمان موسى الجاسم شهادة بعنوان (سلطان العويس كما يجب أن يُروى “الاقتصاد بعيون إنسانية) وأدار الجلسة الأستاذ إبراهيم الهاشمي.

وكانت الجلسة الأخيرة مخصصة للشعر التي شارك فيها كل من: الشاعر كريم معتوق من الإمارات الذي قدم قراءات مختارة من شعر سلطان العويس.

بينما قرأ شوقي بزيع من لبنان نماذج من شعره وكذلك الشاعرة سوسن دهنيم من البحرين قدمت نماذج وقد لاقت الأمسية التي أدارها الشاعر حسين درويش من سوريا، استحسان الجمهور وإعجابه نظراً لتنوعها وغناها بين المدارس الشعرية وغناها والاتجاهات الفنية المؤثرة.

وترافقت الأمسية بترجمات مباشرة للندوات التي حضرها جمهور متنوع من مختلف الثقافات يعكس طبيعة منظمة اليونسكو التي تجمع تحت سقفها عشرات الأمم، ويغلب على أنشطتها الطابع الخاص لكل بلد أو لكل ثقافة.

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اعتمدت عام 2025، عاما للاحتفال بالذكرى المائة لمولد الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، بعد اطلاعها على ملف الشاعر الراحل الذي طرحته اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، في الدورة الـ 42 للمؤتمر العام لليونسكو.

وكانت الاحتفالية بمئوية سلطان العويس تضمنت عدة فعاليات من بينها معارض تشكيلية وأفلام وثائقية، وحفلات غنائية وإعادة طباعة الأعمال الشعرية الكاملة لسلطان العويس، وإصدار كتب مصورة وطوابع بريدية، ومسكوكة تذكارية وغيرها من الأنشطة التي تحتفي بقامة شعرية إماراتية لها بصمتها الواضحة في الثقافة المحلية والعربية.

وكان مقلاً في شعره، رغم أنه بدأ بنظمه في مقتبل العمر، ويعتبر في مقدمة الشعراء بدولة الإمارات وحلقة الوصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، وطليعة شعراء الغزل في الخليج العربي.

و الإنتاج الشعري لسلطان العويس يلامس أوتار قلوب الناس على اختلاف مشاربهم فقط كان صادقا في ترجمة عمق الذات دون تكلف، صدر له أول ديوان شعر سنة 1978 عن مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع، ثم صدر له ديوان شعري بعنوان «مرايا الخليج» في بيروت عام 1985، وله ديوان جُمع فيه معظم أشعاره بعنوان «ديوان سلطان العويس المجموعة الكاملة 1993»، وتم تصنيفه حسب الدراسات الأكاديمية أنه من الجيل الثاني لشعراء الحيرة التي كانت تضم الشاعر سلطان العويس (1925 – 2000) والشاعر الشيخ صقر القاسمي (1924 – 1994) والشاعر خلفان بن مصبح (1923 – 1946)

جلسات "سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *