الحاجة الماسة إلى البنية التحتية الناعمة

بقلم/ أيمن السيهاتى
المعتاد عند استخدام مصطلح البنية التحتية أن يذهب تفكيرنا إلى الجانب المادي في المشاريع والمدن وما تتضمنه من بنية تحتية لقيام هذه المدن والمشاريع.
لكن!
البنية التحتية كمصطلح يمكن أن يكون منطبقاً على أي شيء نريد القيام به والمشاريع التي نخطط لها وكذلك ينطبق الأمر على المنظمات وغيرها. فالبنية التحتية ليست فقط المشاريع المتعارف عليها وإنما تتضمن الجانب المعنوي وكذلك البيئة التي تعزز نجاح أي فكرة أو رؤية أو هدف أو خطة عمل!
نحن حينما نريد مثلا أن نجري تغيير ما في شركة أو نريد نطبق خطة عمل، فنحن بحاجة إلى الاهتمام بالبنية التحتية التي من شأنها أن تساعد على نجاح الهدف المنشود.
لأعطي مثالاً، الكثير من المنظمات تهتم بموضوع الابداع والابتكار والتفكير التصميمي وتقوم بإرسال موظفيها للعديد من البرامج ذات العلاقة والشهادات الاحترافية وقد تقوم ببعض المعسكرات الداخلية لكن النتائج تكون محدودة أو تكون لفترة محدودة ثم تنخفض بعد أن تزول وهج تلك المعسكرات أو الدورات. وأحد الأسباب الرئيسية لعدم تحقيق النتائج المرجوة أو استمرارها هو أنّ البنية التحتية والبيئة مازالت لا تساعد على تحقيق ذلك.
كذلك مثلاً الاهتمام المتزايد بريادة الأعمال، لكن هناك نقاط ضعف في البنية التحتية ذات العلاقة، والنتيجة تكون أقل من المأمول.
البنية التحتية، تتضمن جوانب، مثل: الثقافة، التشجيع والدعم، التقبل وعدم الحكم على الآخرين، معالجة المعوقات، جاهزية الأقسام أو السياسات ذات العلاقة، التعامل مع المؤثرات السلبية، ملائمة الأولويات للمستفيدين، وغيرها.
فبالتالي، نحن نحتاج للاهتمام بالبنية التحتية لكل شيء تقريباً، ولذا فالقادة في الشركات والمنظمات عليهم مسؤولية كبيرة تجاه تطوير البنية التحتية ليس فقط المادية، ولكن البنية التحتية لنجاح المنظمة أيضاً واستدامتها.
خبير التطوير القيادي