العالم الإفتراضي في حياة الإنسان

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له، ولا ضد ولا ند ولا زوجة ولا ولد له، ولا شبيه ولا مثيل ولا كيف ولا أين ولا جهة ولا مكان له، كان قبل المكان بلا مكان ثم خلق المكان وهو لا يحتاج إليه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا وشفيعنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وحبيبه، فالصلاة والسلام عليك يا زين الخلائق ويا معلم الناس الخُلق الحسن يا سيدي يا رسول الله، أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم فاتقوا الله في السر والعلن وخافوه ولا تعصوه ثم أمابعد، تعد وسائل التواصل الإجتماعي اليوم في وقتنا المعاصر جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع ذلك تأتي مع عدد من المخاطر التي يجب الإنتباه إليها، حيث يؤدي الإستخدام المفرط لمواقع التواصل الإجتماعي إلى الإدمان.
مما يؤثر سلبا على الإنتاجية والصحة النفسية، وكذلك إنتهاك الخصوصية، وكما أن من سلبيات شبكات التواصل الإجتماعي، هو أنه تشهد منصات التواصل الإجتماعي حالات متزايدة من إختراق الحسابات وسرقة المعلومات الشخصية، وكذلك التنمر الإلكتروني حيث يعاني الكثيرون، خصوصا الشباب والمراهقين، من التنمر الإلكتروني الذي يمكن أن يسبب تأثيرات نفسية خطيرة، وكما أنه مع تزايد الإعتماد على التواصل الإفتراضي، قد تجد أن الأشخاص يميلون للإنعزال ويفقدون المهارات الإجتماعية الحقيقية، وكما تنتشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الإجتماعي، مما يمكن أن يسبب تشويشا وفوضى، وكما تواجه المنصات صعوبة في تتبع وضبط المحتوى الغير لائق.
الذي يمكن أن يكون ضارا لجماهير معينة مثل الأطفال والشباب، وقد أحدث التطور التقني والتكنولوجي في العقود الأخيرة نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الإتصال والتواصل، حيث إنتشرت الشبكة العنكبوتية في كافة أرجاء المعمورة لتربط العالم المترامي الأطراف وتجمعه في شاشات صغيرة ليتنقل الإنسان من خلالها بحرية تامة في فضاء العالم الواسع ليصل إلى ما يريد متى شاء وكيفما شاء وفي أي وقت شاء دون قيود أو حدود تحد من حركته أو تنقله أو تحدد له إختياراته أو تعيق إشباع حاجاته، ولقد مهدت الشبكة العنكبوتية بوسائطها المتعددة الطريق لكافات المجتمعات الإنسانية للتواصل، والتعارف والتبادل الثقافي والمعلوماتي حتى أصبحت الوسيلة الأفضل للتواصل بين الأفراد وأتاحت لهم تبادل الصور ومقاطع الفيديو.
ومشاركة الملفات وتبادل الرسائل خاصة بعد ظهور وإنتشار شبكات التواصل الإجتماعي تويتر وفيس بوك وانستغرام ويوتيوب وماي سبيس وفايبر وهاي فايف وغيرها الكثير من المواقع، ولقد غيرت شبكات التواصل الإجتماعي المختلفة وجه الحياة المعاصرة وفتحت آفاقا لتغييرات عميقة في مختلف جوانب الحياة وسمحت بالتواصل مع العالم الخارجي حتى أضحت من الحاجات الملحة التي لا يمكن إنكارها أو الهروب منها فكل ما يدور حولنا من أخبار وعلوم وتجارة وتعارف وترفيه لها عالقة وثيقة بالإنترنت لذلك أصبح هذا العالم الإفتراضي جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية إن لم يكن عند البعض كل حياته اليومية.