الدول العربية إلى أين؟

الخطر يقترب من الجميع والموساد يتلاعب بمشاعر الشعوب لتدميرها

بقلم الإعلامي والسياسي رامي السيد
تعيش الأمة العربية اليوم في مفترق طرق خطير حيث لم يعد التهديد الخارجي مجرد نظرية مؤامرة بل واقع ملموس وأدواته لم تعد تقتصر على السلاح التقليدي أو الغزو العسكري بل امتدت إلى عقول وقلوب الشعوب في قلب هذه المعادلة القاتلة يقف جهاز الموساد الإسرائيلي كلاعب رئيسي يتقن فنون الاختراق ويمارس ألعابا نفسية مدروسة لتفتيت البنية المجتمعية للدول العربية من الداخل
الموساد لا يتحرك فقط على أرض الواقع بل غزا الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام ومنصات التواصل وحتى مناهج التعليم ساعيا لزرع الانقسام وتأجيج الفتن وتفتيت الهويات الوطنية والقومية إنه صراع على الوعي على الانتماء على الحقيقة وتكمن خطورته في أنه غير مرئي لكنه يترك آثارا مدمرة في المجتمعات
لقد أصبح من السهل جدا توجيه غضب الشعوب نحو حكوماتها أو دولها أو حتى بعضها البعض بدلا من توجيهه نحو العدو الحقيقي والموساد يجيد استغلال كل حدث سياسي أو أزمة اقتصادية أو كارثة إنسانية ليغرس خنجر الفتنة ويهدم الثقة بين المواطن ودولته وبين الشعوب وبعضها
إن ما يحدث في فلسطين في السودان في سوريا في العراق في ليبيا وفي لبنان هو نتيجة تخطيط طويل النفس زرعت خلاله إسرائيل خلايا وعملاء وأدارت عبرهم عمليات إعلامية وعسكرية واستخباراتية تهدف في مجملها إلى شيطنة المقاومة وتجريم الوطنية وتشويه صورة كل من يقف ضد المشروع الصهيوني
فإلى أين تتجه الدول العربية هل إلى مزيد من الانقسام
أم إلى لحظة صحوة تعيد ترتيب الأولويات
المعركة اليوم لم تعد معركة حدود بل معركة وعي والمطلوب ليس فقط حماية الأرض بل حماية العقول من التضليل والنفوس من الإحباط والقلوب من الخيانة
لقد آن الأوان لتدرك الشعوب العربية أن وحدتها هي سلاحها وأن الوعي هو درعها وأن العدو لا يفرق بين بلد وآخر بل ينظر إلى الجميع كهدف قابل للسقوط متى تفككت أواصره الداخلية
الخطر يقترب فهل من يقظة قبل فوات الأوان
حفظ الله الاوطان العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *