300 مليون جنيه إسترليني…وقلب الدفاع لا يزال ثغرة

آرني سلوت مدرب ليفربول (رويترز)

في المؤتمر الصحافي المشترك، بعد مباراة ليفربول وإيه سي ميلان الودية في هونغ كونغ، جلس المدرب آرني سلوت بجوار القائد فيرجيل فان دايك، وعندما طُرح عليه سؤال حول حالة خط الدفاع، ابتسم وقال: «أنا أنظر إلى يساري… لا أعتقد أن لدينا مشكلة في قلب الدفاع».

وفيما قد تكون هذه الثقة مبرَّرة بوجود فان دايك المتألق، والذي بدا منتعشاً بعد فترة راحة طويلة، عقب موسم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي، فإن الواقع على الأرض يثير قلق الجماهير.

ووفق شبكة «The Athletic»، فإن المشكلة واضحة، لا بدائل جاهزة، جاريل كوانساه جرى بيعه إلى باير ليفركوزن مقابل 35 مليون جنيه، جو غوميز غادر جولة الفريق الآسيوية، بعد شعوره بآلام في وتر العرقوب، ولم يتبقّ سوى فان دايك وإبراهيما كوناتي بوصفهما قلبيْ دفاع جاهزين.

واضطر سلوت في مباراة ميلان لتجربة رايان غرافنبرخ، لاعب الوسط، وكوستاس تسيميكاس، الظهير الأيسر، في قلب الدفاع. وعلّق قائلاً: «رايان يمكنه اللعب هناك، فعل ذلك الموسم الماضي. نُفضّله كرقم 6، لكن لدينا خيارات».

كما أشار إلى أن واتارو إندو قادر أيضاً على شغل هذا المركز عند الحاجة.

ورغم أن ليفربول أنفق ما يقارب 300 مليون جنيه، هذا الصيف (شاملة المكافآت)، فإنه لم يضمَّ أي قلب دفاع جديد. وقد شملت الصفقات: جيريمي فريمبونغ وميلوش كيركيز (ظهيران شابان وديناميكيان)، فلوريان فيرتز وهوغو إيكيتيكي (قوة هجومية وإبداع في الوسط والهجوم)، جورجي مامارداشفيلي وفريدي وودمان (لتدعيم مركز الحراسة خلف أليسون)، لكن القلب الدفاعي بقي دون دعم إضافي، رغم محاولات جادة، خلال العامين الماضيين.

مَن كانوا على رادار الليفر؟ ليفي كولويل (تشيلسي) – رفض الرحيل ووقّع عقداً جديداً، ليني يورو (ليل) – فضّل ضمانات بالمشاركة، وانتهى به المطاف في مانشستر يونايتد، دين هويسن (بورنموث سابقاً) – خطفه ريال مدريد. أما الآن فيُدرس خيار التعاقد مع مارك غويهي (كريستال بالاس) – مدافع إنجليزي دولي يبلغ 25 عاماً، وينتهي عقده الموسم المقبل، ما يُعد فرصة سوقية ممكنة إذا كان السعر مناسباً.

في موسم 2020-2021، وبعد التتويج بالبريميرليغ، فشل ليفربول في تعويض رحيل ديان لوفرين. والنتيجة: إصابات خطيرة لكل من فان دايك، وغوميز، وماتيب، واضطر الفريق للاعتماد على شُبان مثل ريس ويليامز ونات فيليبس، مع زج فابينيو وهندرسون بوصفهما مدافعيْن، مما خلخل التوازن.

لا يريد أحد تكرار هذا السيناريو.

الإصابات وسيناريوهات المجازفة، غوميز غاب عن النصف الثاني من الموسم الماضي، كوناتي لعب أكبر عدد من المباريات له منذ قدومه من لايبزيغ (42 مباراة)، لكنه لا يزال في آخِر سنة بعقده، اللعب بإنـدو أو غرافنبرخ بوصفهما قلبيْ دفاع قد يكون مقبولاً أمام خصوم ضعفاء، لكنه مجازفة كبيرة أمام الكبار، خاصة أن غرافنبرخ أصبح عنصراً محورياً في وسط الملعب.

القادمون الجدد ومباراة يوكوهاما: هوغو إيكيتيكي يتوقّع أن يُشارك لأول مرة ضد يوكوهاما مارينوس، يوم الأربعاء، داروين نونيز وإندو جاهزان للمشاركة بعد غيابهما عن مباراة ميلان، أليكسيس ماك أليستر لم يتدرب بعدُ، واحتمالية مشاركته لا تزال غير مؤكَّدة.

قال سلوت: «أليكسيس قد يتدرّب جزئياً يومَي الاثنين والثلاثاء، لكنني لستُ متأكداً من مشاركته… أما هوغو، وداروين، وإنـدو، فسيلعبون».
رغم الانتعاش الهجومي والمواهب الجديدة، يظل الدفاع «نقطة الضعف الصامتة» في مشروع سلوت. ليفربول بحاجة إلى صفقة في العمق، لا مجازفات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *