كبسولة في السياسة ٢
تابع الممر الاقتصادى وتأثيراته
كتبنا في مقال سابق عن الممر الاقتصادى الهندي – أوروبي بمساعدة بعض الدول العربية وإسرائيل
وسنتكلم عن
– أسباب التفكير في إنشاء هذا الممر
– تأثير هذا الممر علي بعض الدول ومنها مصر
– اتفاقية البريكس واشتراك أعضائها في هذا المشروع
أولا : أسباب التفكير في إنشاء الممر الاقتصادى
– نظرا للمنافسة علي امتلاك طرق التجارة العالمية كان هناك مشروع اسمه ( طريق الحرير) تسعى الصين وروسيا لإحيائه وهو ربط وسط الصين عبر الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلي أوروبا
وهناك صعوبة كبيرة في إحيائه بسبب التمويل واختلاف أماكن النفوذ الصيني روسى النفوذ الأميركي ولقد حاولت الصين مع دول البريكس إنشائه ولكن حدث الفشل ولكن بعد انضمام السعودية والإمارات إلي تحالف البريكس تجدد أمل الصين
ولكن لتخوف دول الخليج من إيران وجدت أمريكا الفرصة لتداعب طموحات المملكة العربية السعودية والإمارات بوضعهم مركزا للتجارة العالمية وحمايتهم من الخطر الإيراني الذى يحيط بهم جنوبا في اليمن وشرقا في الخليج العربي والعراق
تأثير هذا الممر علي قناة السويس
– ولرغبة أمريكا وإسرائيل في تركيع مصر بعد مواقف مصر من أميركا وتقاربها من المعسكر الشرقي ( روسيا – الصين) وضياع حلم إسرائيل بإنشاء قناة بن جوريون لربط البحر الأحمر بأوروبا عبر الأراضي المحتلة بعد توسعة قناة السويس استيعابها سفننا أكثر و إنشاء منطقة لوجستية تجارية واقتصادية علي محورى القناة مما يزيد من ثقل مصر عالميا في مجال التجارة والخدمات اللوجستية المقدمة بأسعار تنافسية شراكة الصين في استغلال منطقة القناة في إنشاء مصانع ستغزو منتجاتها أفريقيا وأوروبا بأسعار تنافسية تضر بالمصالح الأمريكية والغربية في أفريقيا بالأخص ( منابع المواد الخام والذهب اليورانيوم) وخوفا من انتشار حركات التحرر من الاستعمار الغربي في كل أفريقيا
لكل هذا تم طرح بديلا وهو الممر الاقتصادى مع دول صديقة تتطلع للريادة او الزعامة العربية بتقاربها مع إسرائيل
والهند تسعى لمصالحها الاقتصادية وترغب في أن تكون هى المركز في آسيا وليس الصين
وكما فصلنا فإن المشروع له تكلفة مرتفعة ومعوقات كثيرة أوضحناها في المقال السابق
وتأثيراته ليست لها أهمية كبرى علي مصر بسبب الرؤية المستقبلية بعمل مشروعات توسعة للقناة كما قلنا والأمان ورخص التكلفة الموجود في النقل البحرى
هل يخالف اتفاق السعودية والإمارات والهند اتفاقيات مجموعة البريكس
هذا ما سنوضحه في مقال مستقل
