افيقوا يا أمه الإسلام

بقلم / محمـــد الدكــرورى

الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سره وجهره، يسمع أنين المظلوم عند ضعف صبره، ويجود عليه بإعانته ونصره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآيات الباهرة، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما جاد السحاب بقطره، وطل الربيع بزهره، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بالكسب الحلال وأمرنا بالسعي في الأرض نبتغي العيش الحلال، ولكن كثيرا من الناس ابتعدوا عن هذا الطريق وهذا المنهج فنجد من أمة الإسلام من يفتح مقاهي للأنترنت وحتى يكسب المزيد تجد أن العاملين في تلك المقاهي يدلون الشباب على المواقع الإباحية ومواقع الفسق والفجور.

ومن أمة الإسلام من يفتح محلا يبيع فيه أشرطة الغناء الماجنة التي تدعوا للزنا والرذيلة، ومن أمة الإسلام من يفتح محلات لبيع اللواقط الفضائية وهي الدشات، ويعمل في مجال صيانتها وإصلاحها لتلتقط الفحش والفجور تبثه في أمة الإسلام، ومن أمة الإسلام خياطين يخيطون لرجال الإسلام ثيابا طويلة تتجاوز الكعبين وهذا مخالف لهدي رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه، ومنهم من أمسى يفصل للشباب ثيابا مماثلة لثياب النساء شديد الضيق من أعلى شديدة الوسع من أسفل، ومن أمة الإسلام صاحب البقالة الذي يبيع للمسلمين الدخان والمجلات الفاضحة فيهدم في صحتهم وفي أخلاقهم، ومن أمة الإسلام من يأكل الربا أو يكتب الربا أو ينشر الربا ويكسب مع كل خطوة في ذلك غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن أمة الإسلام من تقول زوجته أوابنته أو أخته بكل وقاحة وعلى رؤوس الأشهاد أخرج للعمل من بعد المغرب إلى الفجر ثم أعود وحقيبتي مملؤة بالنقود من الشباب، ومن أمة الإسلام الكثير والكثير من نماذج في مجتمعنا يتفطر القلب منها وعليها حسرات يوم أن بعدت عن هدي الإسلام في الكسب، فاتقوا الله عباد الله واجتنبوا طرق الكسب المحرم تفلحوا، واعلموا رحمني الله وإياكم أنه قد يأتي الشيطان لأحدنا ممن عزم على التوبة فيقول له تخلي تلك التجارة الرابحة أنظر إلى فلان وفلان تركوا فافتقروا وأنت ليس لك مصدر رزق سواها وهناك أيها الأحبة في الله من ترك الكسب الحرام ولم يسع في الكسب الحلال فافتقر فظن قوم أنه بسبب تركه للرزق الحلال، فإني أخاطب كل من عصى الله في كسبه فأقول له أعلمت من عصيت؟

ماذا تفعل لو غضب الله عليك لا قدر الله وأمسك عنك رزقه؟ من ذا الذي يرزقك؟ ومن ذا الذي يعطيك؟ وإذا تأملنا القرآن في قصصه وأحداثه، نجد أن الطيور والحشرات لها مواقف إيجابية بناءة وفعالة فهذا هدهد سليمان عليه السلام مثلا رائعا في الإيجابية، ذاك الطائر الصغير في حجمه الكبير في همه، العظيم في تفكيره، وذلك حين انفرد بعمل إيجابي أدخل أمة كاملة في الإسلام، وما كان سليمان عليه السلام يعلم بذلك لولا حركة الهدهد التي قدرها الله جل جلاله، مع أنه عليه السلام سخرت له الأنس والجن والطير والرياح والملك والسلطان، ومع ذلك قام الهدهد بعمل إعلامي عظيم في نقل خبر ملكة سبأ فهذه هي الذاتية التي استشعرها الهدهد فلم ينتظر إذنا من أحد وقام غيرة على دين الله، وقام لكي ينظر أين دين الله في هؤلاء الناس؟

فإن المسلم أولى من الهدهد بالعمل الإيجابي والسعي وراء المصالح والبحث عن الخير فالقرآن العظيم قص علينا خبر الهدهد في تقصيه الحقائق والأخبار ونقلها وقص علينا خبر النمل في حركته وحرصه على قوته ومدى تعاونه، وقص علينا خبر النحل في تعاونه وتعاضده، أفلا يكون الإنسان أولى من هذه الطيور والحشرات بالمشاركة الإيجابية والعمل الدءوب والحركة المتعاقبة المثمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *