التوكيل في الأضاحي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعد إنه لا يحرم على المضحي أن يطأ زوجته، ولا حرج عليه في غسل رأسه وترجيله، وتمشيط شعره، لكن لا يتعمد تقطيع الشعر، ولعله إذا وفر شعره وأظفاره إلى حين ذبح أضحيته رجاء أن يعتقه الله كله من النار بشعره وأظفاره، ومن لم يكن عنده نية أضحية من أول العشر فأخذ من شعره وأظفاره، ثم أراد أن يضحي لأن الله رزقه مالا فلا حرج عليه، يمسك من حين نوى.

ولا تنفع الحيلة بأن يوكل زوجته بالأضحية، ومن النساء من توكل أخاها في أضحيتها لتأخذ من شعرها، وهذا لا ينفع لأن الحكم متعلق بالمضحي الذي دفع المال، هو صاحب الأضحية فهو الذي يمسك، سواء كان له وكيل، أو غيره، فالوكيل لا يتعلق به نهي، فإن النهي خاص بمن أراد أن يضحي عن نفسه، وأما من يضحي عن غيره بوصيه، أو وكالة، فهذا لا يشمله النهي، وظاهر الحديث أنه خاص بصاحب الأضحية لا يعم زوجته، ولا أولاده، إلا إذا كانت لهم أضاحى خاصة بهم، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن آل محمد، ولم يُنقل أنه نهاهم عن الأخذ، وإذا لم نعرف هل شهر ذي القعدة ثلاثين أو تسع وعشرين، فالأصل إكمال الشهر ثلاثين، فإذا غربت شمس آخر يوم من ذي القعدة أمسك المضحي عن شعره وأظفاره.

ومن كانت عنده أضحية تركها في البلد وذهب إلى الحج فماذا يفعل؟ يمسك عن شعره وأظفاره من أول الشهر ما دام له أضحية في البلد، لكن سيحتاج إلى الأخذ من شعره بعد عمرة التمتع لأنه كيف سيتحلل منها بقص الشعر، فتعارض واجب وهو قص الشعر في التحلل من العمرة، مع منهي عنه وهو عدم الأخذ من الشعر والأظفار للمضحي، فيقدم الواجب حينئذ لأنه أعلى مرتبة، فيراعى، وحينها يأخذ الحاج من شعره بعد العمرة وهى عمرة التمتع، وأما المفرد والقارن فيمسك إلى حين ذبح أضحيته، والأصل أن الأضحية لأهل البلاد، والهدي للحاج، فلا يحتاج الحاج إلى أضحية في البلد، يكفيه هديه، ولو كان مفردا فإن الهدي في حقه مستحب، ولكن من أراد أن يترك لأهله أضحية، ويذهب هو للحج، فيفعل كما تقدم، وكذلك لا يحرم على المضحي مس الطيب.

ولا لباس المخيط، ولا جماع الزوجة، ذلك خاص بالمحرم، أي النهي عن هذه الأشياء، وينبغي مراعاة شريعة الله عز وجل، والقيام بأمره، والتفقه في دينه، فاللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك يا مولانا سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم لا تدع لنا فى مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا ميتا إلا رحمته، ولا مجاهدا فى سبيلك إلا نصرته ولا عدوا لدينك إلا دحرته، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأذل الشرك والمشركين وأهلك أعداءك أعداء الدين، وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *