أيهما أكثر خطرا الفقر المادي أم الفقر الثقافي؟

بقلم : الاعلامية/ د هاله فؤاد
يعد الفقر من أهم القضايا التي تواجه الأفراد والمجتمعات وتؤثر عليها .
في هذا المقال سأسرد لكم مفهوم الفقر المادي والفقر الثقافي والمقارنة بينهما ، وسأقول لكم وجهة نظري في آخر المقال .
الفقر هو حالة من الحرمان الشديد من الموارد الأساسية من غذاء وملبس ومأوى ، وتعليم ، ورعاية صحية .
وأيضا يشمل الفقر نقصا في فرص العمل، وعدم القدرة على المشاركة في الحياة الاجتماعية بسبب العزلة التي يفرضها الفقر على الأفراد .
فكيف يمكن ان يشارك مثلا في أمسيات ثقافية أو مؤتمرات او الحفلات وهو لايمتلك الملابس اللائقة لمثل هذه المجتمعات .
الفقر الثقافي :
الفقر الثقافي هو نقص او غياب المعرفة والتعليم والفهم العميق للثقافة ، وعدم القدرة على التفكير النقدي ، عدم القدرة على التواصل الفعال .
الفقر الثقافي يؤدي إلى إنتشار أنماط سلوكية سطحية او مشوهة ، وإنتشار مفاهيم خاطئة او مغلوطة عن الحياة ، الفن ، الدين ، الهوية .
مظاهر الفقر المادي :
نقص الغذاء وسوء التغذية ، السكن غير اللائق ، الرعاية الصحية الغير كافية ، التعليم المتدني ، العيش في مناطق وأحياء فقيرة تنقصها الخدمات ، وعدم القدرة على الحصول على مياه نظيفة ، وصرف صحي ، مما يؤثر على الصحة وإنتشار الأمراض والأوبئة .
التسرب من المدارس لمساعد الأسرة في الحصول على لقمة العيش .
اليأس وفقدان الأمل .
إنتشار العنف والجرائم .
اما مظاهر الفقر الثقافي فهي :
ضعف الوعي العام والمعرفي ،تصديق الشائعات والخرافات بسهولة ، ضعف التحصيل العلمي وعدم ربطه بالحياة العملية ، قلة الاهتمام بالقراءة والثقافة ، إنتشار إعلام ترفيهي على حساب الاعلام التثقيفي، برامج سطحية خالية من المضامين ، ضعف الهوية والإنتماء ، ضيق الأفق والتعصب ، هيمنة الثقافة الاستهلاكية مثل الاهتمام بالموضة والمظاهر على حساب الفكر والقيم ، إزدهار ثقافة الشهرة السريعة غلى حساب الإنجاز الحقيقي.
أثر الفقر المادي على المجتمعات:
الفقر ليس مجرد مشكلة إقتصادية ، بل هو قضية إجتماعية شاملة تؤثر على جميع جوانب حياة الأفراد والمجتمعات.
الفقر يؤدي إلى تدهور الصحة ،ويؤدي إلى سوء التغذية ، وإنتشار الأمراض والأوبئة .
إنتشار الجريمة والعنف ، تراجع التعليم ، تراجع التنمية ، عدم المساواة الإحتماعية حيث أن الفقر يزيد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء ويؤدي إلى عدم المساواة الإجتماعية والاقتصادية .
فقدان الكرامة ، فالفقر يحرم الأفراد من تحقيق مستوى معيشي كريم ، مما يؤثر على كرامتهم وإحترامهم لذاتهم .
أثر الفقر الثقافي على المجتمعات :
الفقر الثقافي ليس مجرد نقص في المعرفة ، بل هو تهديد لبنية المجتمع وتقدمه وإستقراره .
فالثقافة عنصر أساسي في بناء الانسان المنتج والمشارك في عملية التنمية .
في المجتمعات التي تعاني من الفقر الثقافي ، تهمش المرأة وتحرم من التعليم والعمل، زيادة معدلات العنف والتطرف ، فالفقر الثقافي يغذي العنف نتيجة غياب الحوار وتقبل الآخر .
جمود المجتمع وتخلفه وغياب الابداع والابتكار .
ضعف الوعي العام مما ينتح عنه إنتشار الشائعات والخرافات .
مما ذكر نجد ان كلا الفقرين ،المادي والثقافي ، خطيران ولهما تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع.
والآن حان الوقت لعرض وجهة نظري الشخصية حول هذا الموضوع :
بداية انا لا اقلل من خطورة كلا الفقرين ، المادي والثقافي ، ولكن من وجهة نظري الفقر المادي هو أساس كل بلاء ، وهو الذي يؤدي إلى الفقر الثقافي .
فالعقل السليم في الجسم السليم ، لكي نفكر ونقرأ ونستوعب يجب ان يكون الجسم معافي حاصل على الغذاء الصحيح المتنوع والكافي لعمل هذا الجسم والعقل .
الفقر يساعد على التسرب من التعليم لمساعدة الأهالي على توفير لقمة العيش ، وبالتالي يؤدي إلى الفقر الثقافي .
واحد مش لاقي ياكل هيجيب فلوس منين عشان يجيب كتاب ، وده سوف يؤدي إلى فقر ثقافي .
الناس ال بتقول ان الفقر المادي يؤدي إلى تهميش المرأة ، مقولة خاطئة تماما، لأني تناقشت مع العديد من أناس على درجة عالية جدا من الثقافة ورأيهم في المرأة وأن البيت مكانها نفس رأى من لم يتلقى اي علم ولم يدخل المدرسة أصلا .
ومن يقول أن الفقر الثقافي يؤدي إلى العنف والجرائم ، لعدم وجود وعي عام ، أحب اقول لكم ان معظم الارهابيين على درجة كبيرة من العلم والثقافة .
أما الفقر المادي فهو يؤدي إلى اليأس وفقدان الأمل ، وإنتشار العنف والجرائم على النفس وعلى الآخرين .
ولعل أخر جريمة هي جريمة قتل أم لأبنائها لأنها لم تستطع سداد مصرفات مدارسهم في المدارس الدولية ، قبل أي تهكم او سخرية .
أحب أقول لكم أن الفقر المادي لايعني فقط الحرمان الشديد ، ولكن عدم القدرة على تلبية إحتياحات الفرد وأسرته يعتبر فقر مادي .
و الأب الذي رمى أولاده في النيل لعدم قدرته على تربيتهم والإ نفاق عليهم ، من شنق نفسه في يافطة على الطريق لمروره بضائقة مالية وغيرها من العنف والجرائم بحق الفرد والمجتمع .
وهناك من العلماء والفلاسفة من يؤيد وجهة نظري منهم :
الخليفة على بن أبي طالب :
لوكان الفقر رجلا لقتلته.
دوستويفسكي:
الفقر لايذل الانسان فقط ، بل يدفعه إلى إرتكاب مالايليق بكرامته.
آدم سميث :
لايمكن لأي مجتمع أن يكون مزدهرا وسعيدا إذا كان معظم أفراده فقراء وبائسيين.
غاندي :
الفقر هو أسوأ أشكال العنف.
فولتير:
حينما يتعلق الأمر بالفقر ، فإن الجوع لا يتحدث ……بل يصرخ.
عزيزي القارئ :
ما رأيك ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *