من يقدم العقل على النقل

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله “يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون” ،” يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام انه كان عليكم رقيب” ، ” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” ثم أما بعد إن من يقدم العقل على النقل جهلا، وبدون قصد لا يعقل ما معنى كلمة مسلم، ولو عقل ذلك، لاستسلم عقله لله تعالى، قوله تعالى ” هو سماكم المسلمين من قبل”
فيا أيها العبد، إذا كان فريقا من أمة بني إسرائيل حرف كلام الله بأيديهم ولسانهم، فهناك فريق من أمة محمد من حرف معاني كلام الله بعقولها قوله تعالي ” يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ” وإن خضوع العقل لكلام خالق العقل هو من الخضوع والإنقياد، سواء ظهرت لك الحكمة في ذلك، في النصوص الشرعية والأحاديث النبوية أو لم تظهر، عن علي بن أبي طالب لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهرِ خفية، واعلم أن تقديم العقل على النقل هو من الضلال، بزعم أن الشريعة رجعية ومتخلفة والتوسع في تطبيق النصوص على النظريات وقضية الإعجاز العلمي.
في حين أن النصوص الشرعية عليها أن تقابل بالإستسلام والخضوع، وليس بالفلسفة والبحث عن الحكمة وراءها، ولا عن الحجج التي ترضي العقول الضعيفة، أما العقول السليمة فهي لا تخالف الأحاديث الصحيحة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح، فإن إختلفا فإما أن العقل غير صريح وإما أن النقل غير صحيح، وعن عمر رضي الله عنه قال إن هذا القرآن كلام الله فضعوه على مواضعه، وقال الشيخ محمد صالح المنجد إن العقل ليقف حائرا أمام النص الشرعي، أمام دين الله تعالى، أمام الغيب، يقف حائرا، لأن له نهاية وحدودا لا يستطيع إختراقها، ولذلك وظيفتنا التسليم والفهم، لا نقول قلد تقليدا أعمى، أبدا، افهم النص على ضوء فهم السلف والعلماء.
لا فهما جديدا ولا اختراعا حديثا، ولا من عند نفسك، فهم النص على ضوء كلام السلف، شغّل عقلك في فهم النص على ضوء كلام السلف، وحاول أن تجد في طريقك وتتلمس حكمة الله تعالى في هذا الدين، لقد هلكت أمم من قبلنا، بتقديمها للعقل على النقل، وها هم قوم موسى عليه السلام، اعترضوا لأمر الله، لأنه بحسب عقولهم، هو أمر يعارض عقولهم، ويا من يقدم العقل على النقل، أتريد أن تتشبه باليهود، ولقد كان ذلك أحد أسباب افتراق أمة بني إسرائيل إلى فرق، ولقد قيل من تشبه بقوم فهو منهم، ومن ابتغى لنفسه ذلك، فليعلم أنه ليس من دين الله الاسلام الذي إبتغاه لعباده، وكذلك سرد الله لنا نوعا آخر من تقديم العقل على النقل وهو التقديم بعد معرفة أن الأمر هو أمر الله، وهو طلب الزيادة في التكليف على ما كلف العبد به، وذلك بالمزيد في التبيان.