مصر وفرنسيا يؤكدان على ضرورة التزام إيران وإسرائيل بوقف النار

كتب /على محمدعلى
مصر وفرنسا اتفقا على «أهمية التزام إيران وإسرائيل بشكل كامل بوقف إطلاق النار». وأكدتا ضرورة اتخاذ إجراءات عملية وملموسة تسهم في خفض التصعيد، وفتح المجال أمام المسارات السياسية والدبلوماسية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره الفرنسي، جان نويل بارو، الجمعة، تناول التطورات الإقليمية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ورحبت مصر، الثلاثاء الماضي، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وعدّته «تطوراً جوهرياً نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة»، ومن شأنه أن «يشكل نقطة تحول مهمة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة».
وأكدت مصر حينها أن هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لوقف دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية. ودعت الطرفين الإسرائيلي والإيراني للالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة، واتخاذ الإجراءات التي تسهم في تحقيق التهدئة، وخفض التصعيد بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها.
كما رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء الماضي، بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مشدداً على أهمية تثبيت هذا الاتفاق والالتزام به، في ضوء ما شهدته الساحة الإقليمية من تصعيد «كاد يزج بالمنطقة في فوضى وعنف شامل».
واتفق الرئيسان حينها على أن المرحلة الحالية، بما تنطوي عليه من دقة وحساسية، تقتضي الدفع نحو الحلول السياسية الشاملة، وتبني مقاربات تأخذ بعين الاعتبار مختلف الأبعاد المرتبطة بالأمن الإقليمي. وشددا على أهمية استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي بين واشنطن وطهران، وضرورة معالجة الشواغل المرتبطة بعدم الانتشار النووي، والدفع نحو إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، بحسب «الرئاسة المصرية».
ووفق إفادة لمتحدث وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، الجمعة، فإن الوزيرين عبد العاطي وبارو بحثا تطورات الأوضاع في قطاع غزة، بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وأكدا «أهمية استئناف وقف إطلاق النار في غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع في ظل التدهور الحاد للأوضاع الإنسانية بالقطاع».
واستعرض عبد العاطي خلال الاتصال الهاتفي الجهود الحثيثة التي تضطلع بها مصر وقطر والولايات المتحدة، لسرعة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وضمان استدامته، مشدداً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية.
كما تناول الوزيران مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث استمع عبد العاطي من نظيره الفرنسي للتطورات ذات الصلة بالمؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق «حل الدولتين» برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، وشدد عبد العاطي على «ضرورة تحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وفي أبريل الماضي، أكد السيسي، ونظيره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة مدينة العريش المصرية، «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية العمل على الإسراع في نفاذ المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة». وشددا على «رفضهما القاطع لأي محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم».
وعلى صعيد آخر، أشاد عبد العاطي وبارو، الجمعة، بالعلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، وأكدا «الحرص المشترك لتعزيز كل جوانب العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب».
ووقّع السيسي وماكرون بالقاهرة، في أبريل الماضي، إعلاناً يقضي بترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى «شراكة استراتيجية»، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون الثنائي.
وقال السيسي حينها إن التوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين بلاده وباريس إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية «يتوج مسيرة طويلة من التعاون الثنائي بين البلدين»، وأشار إلى أن «الاتفاق يفتح آفاقاً جديدة من التعاون المشترك».