عاطف البطل يكتب في اليوم العالمي للمرأة.

كتب /عاطف البطل
لا شك أن المرأة شقيقة الرجل في نضاله، ويكفيها شرف أن تكون أما، فذلك شرف ما يساويه شرف، وهذا يجعلنا ما نتحدث إلا خيرا عنها، وفي جميع أحوالها، فهي الأم الحانية والزوجة الصابرة، والأخت التي لا تدخر جهدا في مساندة أخيها، وهي البنت التي تفيض حنانا ورقة على والديها، لا ينكر ذلك إلا جاحد أو متعصب.
وفي اليوم العالمي للمرأة في شهر مارس من كل عام، نشاهد ونسمع كثيرا عن قضية ” تمكين المرأة “وأهمية دورها ومشاركاتها المتنوعة وخصوصا دورها السياسي، ولا أريد هنا أن أركز على الدور السياسي للمرأة أو ذكر المناصب التي تولتها وكانت جديرة بالثقة فيها، سواء أكانت وزيرة أم غير ذلك، فهذه الوظائف وأي وظائف تكون جديرةً لمن يستحقها سواء كان رجلا أم امرأة، فلا أفضلية للرجل ولا أفضلية للمرأة. وما أريد في هذا السياق أنْ أثبت أنّ المرأة قادرة على العطاء والإبداع، فهذا شأن واضح قد دل عليه الواقع وأثبتته التجارب.
ولا أتصور أن هدف المرأة هو الوصول لكافة المناصب السياسية فقط والتخلي عن بقية أدوارها الجوهرية، وإن طالبتْ المرأة بالمساواة مع الرجل، تكون قد ظلمت نفسها، وإنما عليها وعلينا جميعا بتحقيق العدالة بين كلا الجنسين.
إن الإسلام قد كرم المرأة وأعلى من شأنها وأوصى بها خيرا، فها هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول:”استوصوا بالنساء خيرا” فهي وصية واجبة على الجميع، فما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
على أنني أحب أن ننوه بأن المرأة تواجه تحديا نفسيا خطيرا، ولابد لنا أن ننوه له ونقوم بتفنيده، تحديا نجده في بعض البيوت وفي نفوس بعض الرجال، حيث إني وجدت بعضهم يفسرون قول رسولنا العظيم -صلى الله عليه وسلم عن النساء “إنهن خلقن من ضلع أعوج “وكأن هذا يعيب المرأة ليكون ذلك ذريعة واهية لأفضلية الرجل عن المرأة، وقد فندت ذلك في مقال سابق تحت عنوان ” عذرا سيدتي الزوجة”
وما قالوا ذلك إلا لأنهم لم يدركوا طبيعة المرأة كما خلقها الله وهيأها؛ لأننا لو عرفنا ذلك، لما طلبنا منها ما نطلبه من الرجل، بل لرحمناها، وأشفقنا عليها أكثر، وإذا كان هناك أمور لا يمكن للمرأة أن تكون فيها مثل الرجل، فإن الرجل لا يمكن أن يؤدي دور المرأة في أحيان كثيرة، ليس لعيب فيهما، بل هي فطرة الله التي اقتضت أن يميز كليهما عن الآخر؛ حتى تستمر الحياة بشكل طبيعي.
علينا أن ننفض عن أنفسنا غبار نزعة التعصب، وأن ندرك أبعاد العلاقة الحقيقية بين الرجل والمرأة، فهي علاقة اكتمال ولا ينبغي إلا أن تكون كذلك، فكلاهما يكمل ما في الآخر من نقص وعيوب فكل التحية والتقدير والاحترام للمرأة في يومها العالمي.