علامات الأمة الخائنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين نحمد ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، إن غاية العبادة أن تخضع، وأن تستعين على طاعة الله بالله، والصلاة هي أبرز شيء في الدين، فالصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدَم الدين، وأهم عبادة في الإسلام الصلاة، وأهم ما في الصلاة السجود والركوع، الصلاة لا تسقط أبدا، كيف؟ فالحج يسقط عن غير المستطيع، والزكاة تسقط عن الفقير، والصوم يسقط عن المسافر والمريض، أما الصلاة، فلا تسقط أبدا، والصلاة جامعة لكل الفرائض، كيف؟

فيها صوم فلا حركات ولا إشارات ولا كلام، فضلا عن الطعام والشراب وغيره، وفيها زكاة فهي تستغرق وقتا، والوقت أساس الكسب والعمل، تغلق محلك وتوقف عملك لتصلي، وفيها حج فأنت تتجه إلى الكعبة، إذن الصلاة فيها كل الفروض لذلك كانت هي مقدمة أسباب الفلاح وعوامل النجاح، هي صلة، وهي ذكر، وهي سكينة، وهي طمأنينة، فالمصلي يقذف الله في قلبه النور، فلا يوجد إنسان يتصل بالله إتصالا حقيقيا عنده حقد، عنده كبر، عنده غش، عنده حسد، مستحيل، فالصلاة طهور، والصلاة نور، ويقول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم بقوله: “إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة” قيا أيها المسلمون، اسمعوا وعوا، وبلغوا، اعلموا أن من علامات الأمة الخائنة.

هي التي تقدم للمسؤولية من ليس أهلا لأن يتقدم، هي التي تؤخر الأمناء والأخيار وتقدم الخونة الأشرار، هي التي تؤخر الصالحين المصلحين وتقدم الفاسدين المفسدين، هي التي تؤخر الأكفاء، النجباء وتقدم العطلاء البطلاء، فالأمة الأمينة هي التي تقدم الرجل المناسب للمكان المناسب في الوقت المناسب فإن وجدت الأمة أن فلانا قد تقدم للمنصب الفلاني، أو للكرسي الفلاني أيّا كان هذا المنصب، إماما في مسجد، عاقلا في حارة، مسؤولا في مدينة، رئيسا في دولة، وليس أهلا لمكانه الذي وضعته فيه، وجب عليها أن تنحيه قبل أن يتقدم حتى لا تضيع الأمانة، ووجب عليه إبتداء إن كان من الصادقين المتجردين أن يتراجع، وأن يتأخر لأن القضية أمانة، ولعلها ستكون عليه بين يدي الله خزي وندامة.

وروى الإمام مسلم رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله ألا تستعملني؟ أي ألا تعطيني إمارة، أو ولاية، أو وزارة، قال فضرب بيده على منكبي ثم قال ” يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها” وهذا أبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة رضي الله عنه بشهادة الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، ولاه أبو بكر رضي الله عنه قيادة الجبهة في بلاد الشام، ثم رأى الصديق أن خالد بن الوليد أولى من أبي عبيدة في هذا المقام، وهو صاحب هذا الميدان، فماذا فعل الخليفة الراشد صديق الأمة الأكبر؟ فقام بتولية خالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *