المستشار محمد جاسم الذوادي يقدم ورقة علمية متخصصة حول “التشريعات الدولية والتحكيم التجاري الدولي: من التشريع إلى التنفيذ”
متابعة – جريدة الخبر العربى
في إطار تعزيز المهارات القانونية المتقدمة وتوسيع نطاق الممارسة المهنية للمحامين في العالم العربي، شارك المستشار محمد جاسم الذوادي، المحكم الدولي والمدير التنفيذي للمركز الدولي الخليجي، في البرنامج التدريبي المتخصص “كيف تصبح محاميًا دوليًا – المهارات والمتطلبات”، والذي نظمته الأكاديمية العربية لفض المنازعات بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات القانونية الخليجية والعربية. وشهد البرنامج، الذي عُقد عبر الفضاء الرقمي بتاريخ 10 سبتمبر 2025، مشاركة واسعة من نخبة المحامين، والمستشارين القانونيين، والأكاديميين، والمهنيين من مختلف الدول الخليجية والعربية.
وقدم المستشار الذوادي خلال هذا البرنامج ورقة علمية تحت عنوان “التشريعات الدولية والتحكيم التجاري الدولي: من التشريع إلى التنفيذ”، تناولت المحاور الأساسية التي تُشكل الإطار القانوني للنشاط التجاري العابر للحدود، مع تركيز خاص على دور التشريعات الدولية في تنظيم العلاقات القانونية ذات البُعد الأجنبي، وأهمية التحكيم التجاري الدولي كآلية مرنة وفعالة لحل النزاعات بعيدًا عن تعقيدات القضاء المحلي.
وركزت الورقة على العديد من المحاور ومنها: تعريف القانون الدولي الخاص وأبرز تطبيقاته في العقود الدولية، إشكاليات تنازع القوانين والاختصاص القضائي في العلاقات التجارية عبر الوطنية، عرض أبرز الاتفاقيات الدولية المؤثرة، مثل: اتفاقية فيينا 1980 لعقود البيع الدولي للبضائع، واتفاقية نيويورك 1958 بشأن تنفيذ أحكام التحكيم الأجنبية. مع توضيح الفروق الجوهرية بين التحكيم والقضاء الوطني، وأسباب تفضيل التحكيم. واستعراض لأهم مراكز التحكيم الإقليمية والعالمية مثل ICC، SIAC، وDIAC، GCCCAC. وتناول العلاقة الدقيقة بين التحكيم والتشريعات الدولية، ودور القضاء في الرقابة على أحكام التحكيم الدولي.
وفي تصريح خاص حول هذه المشاركة قال المستشار محمد جاسم الذوادي: “ ان التحول نحو الممارسة القانونية الدولية لم يعد خيارًا، بل ضرورة للمحامي العربي الذي يسعى لمواكبة المتغيرات المتسارعة في الاقتصاد والقانون العالمي، فنحن بحاجة إلى محامين دوليين يفهمون الواقع القانوني العالمي، ويملكون أدوات مهنية عابرة للحدود، لذا من المهم أن نفهم كيف تتكامل التشريعات الدولية مع أدوات مثل التحكيم، لتقديم حلول فعالة وآمنة للنزاعات المعقدة”. كما أشار كذلك إلى أن تعزيز الوعي القانوني بأهمية القواعد الدولية وآليات التحكيم من شأنه أن يسهم في دعم بيئة الاستثمار، وحماية حقوق الأطراف، ورفع مستوى مهنية الممارسين القانونيين في المنطقة.
يُذكر أن مشاركة المستشار الذوادي تأتي ضمن جهود المركز الدولي الخليجي لدعم البرامج التدريبية والعلمية التي تهدف إلى تأهيل المحامين والمستشارين القانونيين العرب للعمل في بيئات دولية متعددة الأنظمة القانونية، وتمكينهم من أدوات الممارسة المهنية الحديثة، بما يتماشى مع المعايير العالمية.
وقد تضمن البرنامج كذلك سلسلة من الورش التفاعلية والمحاضرات القانونية المتقدمة التي ناقشت موضوعات مثل المهارات الأساسية للمحامي الدولي، وتجارب عملية في العمل القانوني الدولي، وتحديات مهنة المحاماة واهمية التخصص القانوني، و افاق مهنة المحاماة في الوطن العربي والعالم.
واختُتم البرنامج بحلقة نقاش مفتوحة بين المحاضرين والمشاركين، نوقشت خلالها أبرز التحديات التي تواجه المحامين الشباب في الانتقال من البيئة القانونية المحلية إلى الدولية، وتم عرض تجارب مهنية واقعية ونصائح عملية من قبل خبراء وممارسين في المجال. وحظي البرنامج بإشادة واسعة من المشاركين، الذين أكدوا على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التدريبية المتخصصة، ودورها في سد الفجوة بين التعليم القانوني التقليدي ومتطلبات السوق العالمي.
