من التعاون إلى التكامل ملامح شراكة مصرية أوروبية لصياغة عالم أكثر توازنا

قلم /رامي السيد
مصر اليوم في موقع الفعل لا التفاعل وهي تشارك بفاعلية في القمة التاريخية بين مصر والاتحاد الأوروبي لتؤكد أن الشراكة بين الجانبين تجاوزت مرحلة التعاون التقليدي إلى مرحلة التكامل الحقيقي القائم على المصالح المشتركة والرؤية المتبادلة لمستقبل أكثر استقرارا وتوازنا
لم تعد العلاقة بين القاهرة وبروكسل مجرد تبادل مصالح اقتصادية أو تنسيق أمني بل أصبحت شراكة استراتيجية شاملة تقوم على التفاهم السياسي والدعم التنموي والاحترام المتبادل
لقد أدركت أوروبا أن مصر تمثل حجر الزاوية في استقرار منطقة المتوسط وأن أمنها وازدهارها يرتبطان ارتباطا وثيقا بالدور المصري في محاربة الإرهاب وضبط الهجرة غير الشرعية وحماية مسارات الطاقة والتجارة
ومن جانبه قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه القمة رؤية مصرية متكاملة للعلاقات الدولية الحديثة تقوم على مبادئ الندية والتكامل والتعاون من أجل التنمية لا من أجل التبعية
فمصر لا تسعى إلى دعم مشروط بل إلى شراكة عادلة تبنى على تبادل المنافع وتحقيق التوازن بين الشمال والجنوب بما يضمن مصالح الشعوب ويحقق الأمن الإقليمي والعالمي
إن ما يميز التحرك المصري اليوم هو القدرة على الجمع بين الواقعية السياسية والطموح الإنساني فمصر تتحدث لغة المصالح لكنها لا تنسى القيم وتتحرك في الإقليم كقوة سلام لا كقوة صراع
ومن هنا باتت الرؤية المصرية محط احترام وتقدير في أوروبا والعالم إذ أثبتت التجربة أن مصر حين تتبنى موقفا فإنها تفعله على الأرض بثبات وحكمة
لقد آن الأوان لأن يدرك الجميع أن العلاقات المصرية الأوروبية ليست علاقة طرف قوي باخر ضعيف بل علاقة تكامل بين حضارتين تسعيان معا لبناء عالم أكثر عدلا وتوازنا
عالم لا تحكمه المصالح الضيقة بل تحكمه الشراكة القائمة على الاحترام والمسؤولية المشتركة تجاه مستقبل الإنسانية
وإن قمة مصر والاتحاد الأوروبي لم تكن مجرد حدث دبلوماسي بل كانت تجسيدا لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية تتصدر فيها مصر المشهد كقوة إقليمية مؤثرة وشريك حضاري قادر على صياغة ملامح عالم أكثر توازنا واستقرارا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق