عيد الغطاس: رمزية النقاء والتجدد ودعوة للمحبة والسلام

بقلم الدكتور ناصر الجندي

 يُعد عيد الغطاس من المناسبات الدينية التي تحمل معاني رمزية عميقة، ويحتفل به المسيحيون في السادس من يناير من كل عام. يرمز هذا العيد إلى معاني النقاء والتجدد، ويُحيي ذكرى تعميد السيد المسيح في نهر الأردن، وهو الحدث الذي يحمل دلالات روحية عميقة على أهمية التوبة، الطهارة، وبداية حياة جديدة مليئة بالخير والسلام.

الماء: رمز للتطهير والتجدد
يرتبط عيد الغطاس بالماء كعنصر أساسي في الاحتفال. في هذا العيد، يُذكر المسيحيون بأن الماء، الذي يمثل النقاء والطهارة، يُجسد دعوة للتطهر من الأخطاء والتجدد الروحي. ويعبر الغطاس عن فكرة البداية الجديدة التي يسعى الإنسان لتحقيقها من خلال التقرب إلى الله والعمل على نشر المحبة والسلام في المجتمع.

النور والإشراق
يُعتبر عيد الغطاس أيضًا مناسبة للاحتفاء بالنور، حيث يرمز إلى الإشراق الروحي الذي ينير حياة الإنسان ويوجهه نحو الخير. ويتم التعبير عن هذا المعنى من خلال الطقوس الاحتفالية التي تتضمن إشعال الشموع، مما يعكس أهمية الأمل والنور الداخلي الذي يضيء طريق الإنسان في مواجهة تحديات الحياة.

دعوة للوحدة والمحبة
يمثل عيد الغطاس رسالة إنسانية عابرة للحدود الدينية والثقافية، تدعو إلى الوحدة والتسامح بين الناس. إنه فرصة للتأمل في أهمية بناء جسور المحبة والتعاون بين البشر من مختلف المعتقدات. في عالم مليء بالصراعات والانقسامات، يُذكّرنا هذا العيد بالقيم المشتركة التي توحد الإنسانية وتجعل من التعايش السلمي أمرًا ممكنًا وضروريًا.

الغطاس في التقاليد المحلية
تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس بين المجتمعات، لكن جميعها تشترك في إبراز رمزية الماء والنقاء. ففي بعض التقاليد، تُقام طقوس مباركة المياه كرمز لتطهير النفوس وتجديد العهد بالإيمان والعمل الصالح.

رسالة تهنئة
في هذه المناسبة المباركة، نتوجه بخالص التهاني إلى الإخوة المسيحيين الذين يحتفلون بعيد الغطاس، متمنين لهم ولأسرهم الخير والسلام. عيد الغطاس هو تذكير بأن قيم النقاء، التوبة، والمحبة هي قيم إنسانية تجمعنا جميعًا، وتدعونا إلى بناء عالم أفضل يعمه الوئام والتفاهم.

كل عام وأنتم بخير، وأعاد الله عليكم هذه المناسبة بالخير والبركات، وجعلها فرصة لتعزيز قيم التسامح والمحبة التي يحتاجها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.