يظنون أنفسهم أنهم أذكياء

بقلم: خالد محمد الحميلي
ممكن أضحك عليك؟
سؤالٌ يطرحه البعض بلسان الحال لا المقال، حين يتزيّنون بالكلمات، ويتقنون فنّ الخداع، فيُلبسون الكذب ثوب الصدق، والغدرَ قناعَ الوفاء.
في هذا الزمن لم يَعُد الضحك على الناس مهارة، بل صار عند بعضهم مهنةً يُتقنونها بضميرٍ غائب. يبيعون الوهم، ويشترون الثقة، ويتفنّنون في رسم الابتسامة ليخفوا وراءها خيانةً ناعمة.
المشكلة ليست في “الضاحك”، بل في من يسمح لنفسه أن يُضحك عليه مرارًا، وهو يرى العلامات ولا يعتبر. كم من شخصٍ خُدع بكلمةٍ منمقة، ووجهٍ لطيف، فدفع الثمن غاليًا!
الخداع مؤقت، لكنه لا يدوم؛ لأن الحقيقة لا تموت، وإن طال غيابها. والوجوه الزائفة مهما أجاد أصحابها التمثيل، تكشفها المواقف، وتفضحها الأيام.
ممكن تضحك على الناس لحظة، لكنك لا تستطيع أن تضحك على ضميرك إلى الأبد. وممكن تخدع الجميع، لكنك لن تخدع الله، ولن تهرب من حسابٍ يأتيك في الوقت الذي تظنه بعيدًا.
احذر أن تكون من الذين يعيشون بالكذب ويظنون أنهم أذكياء، فالحقيقة أن أذكى الناس هو من لا يحتاج أن يكذب. والضحك الحقيقي ليس على الناس، بل مع الناس.