الكاتب الصحفي عاطف البطل يَدْعم ويؤيد إسماعيل مظهر أبو كريشة.

لم أعهدْ نفسي داعمًا لأي مرشح في مجلس النواب هكذا، ولم أكتبْ يومًا عنْ ذلك، رغم معرفتي أو صداقتي بالكثير من أعضاء مجلس النواب، ولعلكم تتفقون معي أنه من الطبيعي أنْ يؤيدَ الشخصُ مَنْ يعرفه سواءً كان صديقًا مقربًا أم كانَ هناك صلةُ قرابة، أم مجرد معرفة مُسبقَة؛ طمعًا في قضاء حاجة هنا أو منفعة هناك.
ولكن الحال معي له شأن آخر، فهو مختلف عما يدور في أذهانكم جميعا، إنْ لم يكن معظمكم، فالمرشح الذي أتحدث عنه لم يكن لي سابق معرفة به، ولم أتحدث معه قطٌ، فضلًا عن زهدي في طلب حاجة أو قضاء منفعة، بل وربما عندما تصله كلماتي تلك يتساءل من عاطف البطل؟
ولكنْ أكتب هذه الكلمات بقلب صادقٍ، ولم أكتب يومًا كلمةً إلا إذا شعرتُ بها صدقًا ويقينًا، ولقد أمضّني ما حدث في انتخابات الدورة الفائتة عندما علمتُ أنه لم ينجح، وحينئذ لم أنبس بكلمة، وعاتبت نفسي وتساءلت: كيف لآل كريشة أنْ يكون ذلك؟
وأبَيْتُ إلا أنْ يكونَ متواجدًا في المجلس، كما عهدنا أسلافه سابقا، حيثُ لهم سجلٌ حافلٌ من الإنجازات والخدمات، ناهيك عن الأدب والرقي والتواضع قبل المناصب أو الألقاب.وإني لأدعوهم في هذا السياق إلى توحيد كلمتهم، والاتفاق على مرشح واحد فيما بينهم.
وسوف أحكي لكم ما حدث في قريتي (أولاد الشيخ) حيث كانت نشأتي وطفولتي، قبل رحيلي للقاهرة منذ 29 عاما تقريبا، وكانت القرية تعتمد على المضخات الأرضية التي كانت تخرج المياه من باطن الأرض دون وجود مياه شرب كما في المدن.
وفي إحدى زيارتي للقرية أشار إليّ الأستاذ خالد أحمد عبد الرحيم حمودة- رحمه الله- بالذهاب إلى الحاج علي أبو كريشة -رحمه الله-قائلا: يا أستاذ أنت تجيد التحدث، اذهب إلى الحاج علي أبو كريشة فهو طيب ومتواضع، وتحدث إليه في موضوع توصيل المياه للقرية.
ودار نقاش طويل بيننا، وبالفعل ذهبتُ إليه وعرّفته بنفسي وعرضتُ عليه الأمر، ورغم أني كنت شابًا لم أتجاوز الثانية والعشرين، وهناك فارق سن بيننا، إلا أني رأيت فيه الإنسان المتواضع البسيط، الذي رحب بالأمر وأخذني في سيارته مرتين على مدار أسبوعين إلى مركز المدينة في سوهاج حيث تقع الإدارة المسؤولة عن توصيل المياه، ولم يهدأ باله، أو يرتاح ضميره، إلا ومواسير المياه تصل القرية ويبدأ الحفر، وبعدها تم توصيل المياه للقرية وكانت هي البداية. هذا موقف بسيط واحد وربما الكثير لم يعرفه، والمواقف كثيرة معي ومع غيري، فهذه هي شيمهم، وتلك هي خلالهم.
إني أدعو أهل قريتي والقرى المجاورة في مركز المنشاة والدويرات والمربع البحري، سواء كانوا مقيمين في قراهم، أم في مكان آخر في القاهرة أو الإخوة والأصدقاء المقيمين في دول الخليج، أنْ يؤيدوا هذا الرجل، وكلهم ثقة في أنْ يؤدي دوره بإتقان، ويحمل على عاتقه المسؤولية دون كلل، ويتحمل عناءها دون ملل، في تقديم الخدمات إلى أهله، وتذليل الصعاب لعشيرته، والقضاء على ما ينشأ من خصومات أو خلافات وسط دائرته، فهو القادر على ذلك بفضل الله لاعتبارات كثيرة، بما يتمتع به من صفات كريمة، أولها الرأي الثاقب، والفعل النافذ، ولعلكم تعرفون ذلك جيدا.
نحن نحتاج إلى أشخاص صادقين مخلصين أقوياء، همهم الوطن والمواطن، ومن يدّعي الوطنية يخدم المواطنين، ويخفف عنهم، دون شعارات زائفة أو هتافات صاخبة، فصوتك أمانة، وكل شخص مسؤول عنها، لو ضيّعها أو وضعها لمَنْ لا يستحقها. وحينئذ يكون الشعور بالمسؤولية أمام ضميرك، عما يجب أن تفعله.
عاطف البطل
كاتب صحفي
عضو جمعية الصحفيين الإماراتية.