الاحجية

مصطفي حدادى
وفاة كلمة ، وفاة حرف، وفاة معنى، فلا تخبرني بعدها أنه مات الكاتب، دعابة هي على شكل أحجية، فكها عراب التأليف، متى ستنقاضى أجر السكوت قالها الناقد؟ بوجه عبوس
أما زلت تحتفظ بمخطوطة المسودة الأولية لبنود التعريف قالها الناشر بإستغراب شديد، رد القلم بكل برودة ، أما أنا عن نفسي فلا زلت أطأطأ رأسي في محبرة سوادها مداد، و أرتشف جرعات منها، علي أطلع على ما خالج هذا العقل المريض و المهووس.جاء الدور هنا على الورق الشفاف البياض، مستهزءا بالكاد يتنفس الصعداء من هول ما قد يكتب و يخط عليه، من أخطاء و ركاكة ألفاظ ، من هواة لعبة الضاد، على من الدور الآن وقد حان الآوان للحكم على الجاني، في زمرة هذا النقاش، فالعرف أن بعد كل منية يبقى صالح الأعمال هو الدعاء، سلوا بني البشر من اقترف أول جريمة؟ و من حرف و زور تاريخ أمم خلت؟ ومن وضع أسس هذا البنيان حتى خر في هذا الزمان على أيدي من زعموا أنهم فراهيديوا هذا المكان، ونحاة هذا الثمثال الذي يرمز للتفاهة و عنوان وأد الابداع، جسامة و غضاضة وفاة كلام و حروف و معاني، كانت فخر عرب و عربان ، حتى جاءؤوا الغربان كي يعلمونا كيف نواري سؤة و عار الخدلان، بعد ندم و تحسر و تأفف دام قرنا من الزمان، سمعت بإحدى القنوات خبر يقين، و أنا على يقين بأنه زيف و كذب و بهتان، أننا أمة المليار دوما في أمن و آمان و سلام، خفافيش الظلام في مسلسل باطمان تلك الأسطورة التي قارنوها بالمنقد الخارق، و الجلاد الحاكم والقاضي على الشر و الأشرار، دون أن يخلف الأضرار ، وبمستهل الكلام كان يقول حكيمنا هذا لا تعطوا الزكاة، قبل الصلاة، و لا تنحروا قبل الآذان، ولا تلبسوا أمواتكم أكفان ، لقد تكلف التراب بستر الضحية، أسدلت الستارة على مسرحية القضية، فالكل أخد الهدية، و قالوا كلنا بأعين مريضة و الداء الرمد و اللسان به خرص و السمع به وقر، و حذث ولا حرج إنها سوى ليلة وفاة ، فلا تبالي بمن مات و بمن رحل، وبمن أسر و سجن، فهذا عراب التأليف أخد على عاتقه فك الأحجية