أيها اليراع المستبد
لا تستعجل الجواب ، فأنا قيد تمهيد السؤال

بقلم /مصطفى حدادي
أيهما أقرب إلى حبل الوريد للكتابة، هل هو موت الضمير؟ أم ركاكة التعبير؟
كنت أتصفح كتاب، فاشتد بصري و قيدني بجدران هاته الصفحة، بهدا السؤال
أيتها الكلمات لملمي شتات الحروف، فأنا على محراب المعاني، صرت أسير ، أتسائل أيهما أقرب إلى حبل الوريد للكتابة؟ هل هو موت الضمير؟ أم ركاكة التعبير؟،في معبد التدوين ، قدسية التفكير، و معتقد العقول ، بأي الفصول صنع هذا النمط؟ أيها اليراع المستبد ، قربان المحبرة ما عاد يحتمل و يتحمل منك كل هذا الصراع، إيمان أم هو ضرب من الجنون هذا ؟ شعور منطقي بأنك لست حجر، واجب و مبتغى، أشرار و أخيار، صياغة وعي بتجريد المنطق، ليس التحرر ما يخيف ، بل الشكل و الجوهر في هذا التغيير
سأنشق عن أبجديتي و استبدل وعيي بجهالتي، فالحتميثة فرضت نفسها علي و أنا أنتظر وراء طابور التفاهة دوري، حيلة أبتدعها في زماني و مكاني ، لأؤيد ضعفي و جبني، مخافة انهزامي و فشلي، فالآثام هي الخبث في هشاشة هذا الجسم الطيني، الذي يطرد الأخلاق و النزاهة و القيم و الشيم
فأي مرارة هاته، تستنجد بضعيف على نصرة ظالم، بفهرس على ملاحظة هامشية دونتها ، كي تستفهم عن أي نص أنت بصدد إنشاءه، فإن لم تنظم قصيدة ستنعت بالجهل و الجبن، أما إن سجلت ديوانا فأنت غر سادج، و من قطيع أشباه شعراء النظم
أيها اليراع المستبد، لما ارتديت زي الزندقة حين ولجت باب الفلسفة، إنه حكم بائد لشعب بحضارة مستحذثة، كان هكدا الرأي حينها سائد، لجموع أخضعت لتجربة الكتابة بنمط السخرية من الإبداع
أيها اليراع المستبد، ما أنت إلا سوط ضد حرف و كلمة، و الحبر صار قناع تلبسه المعاني الجبانة لقول حق ضد باطل
اتساع المعرفة ، يفقدك شهية البحث و التطوير والتنقيب، فلولا سقوط التفاحة ، ما عرجنا على كلمة الجادبية، فأي جرم اتهم به العقل؟ حتى ألصقت به جريمة الرؤية، ستقول لي لعنة الإدراك هي، أقول لك فلما حلمت و أنت ترسم ضلال الوعي كي تفسر رؤياك
أيها اليراع المستبد، لما دوما تلتهم بنات الأفكار؟ أيكون سغب الصياغة و الكتابة هو السبب؟ مجرد عذاب كان سوء ظن أنني صرت أكتب، لم أشتكي ليلي، و لم ألج عتمة حجرتي الصغيرة، فأنا لم أكن يوما ذاك الحرف أو الكلمة، و لا ذاك النور ولا ذاك الظلام، متشرد في مشوار المتنفس أمشي، فلا تختلف حولي في تصنيفي، و لا تلتزم بأي طريقة ستنتقذني، هي سفينة بلا شراع و أنا بها غريب الأطوار أبحر
سرقة شريفة تلك الجريدة التي تحذثت عني، مقتبسة من كراستي و ما دونته في يومياتي، فهل سينتهي بي المطاف كنكنز أخير، لأخاطب الكلمات كي تلملم شتات الحروف، فأنا حقا على محراب المعاني صرت سجين، فأي حقبة سأصف بها ركاكة التعبير و موت الضمير، أجبني أيها اليراع المستبد
ردا على حريق الصمت، استسلم الجهل، و اتقد نور العلم، فلا جمر الكلام قد ألهب، و قد انهار مدادي داخل السؤال: أيهما أقرب إلى حبل الوريد للكتابة، موت الضمير؟ أم ركاكة التعبير ؟





