سمفونية صورة

مصطفى حدادي
صفة و عادة، رسوم شتى، بين الرفض و النقض ،احتل ذاك الكيان،و الاستثناء الوحيد أننا كلنا إنسان،سوف تعود للبرمجة التلقائية كأنك من العدم بحضور استعجالي في هذا المكان و بهذا الزمان ، فالوصول ليس سوى هدف ، من تلك الأشكال التي رسمتها كي تلحنها و تغنيها بهاته السمفونية ،و تبقى دوما أحلى صورة لك ، فهي أنك أنت المرآة ،التي تعكس ابتسامتك و حزنك ، قلقك و توثرك، انكسارك و نجاحك ، إن امتلاك الحقيقه كان قرار و إقرار ، لأنه كان اختيارك و اختبارك، وبعدها تعلن أحلام بندوب تذكرك على أنه كان جزءا من قطعة هاته السمفونية ، لم نعد تسرق المعاناة بل كنا نراها بعيون مكشوفة ، و بأجسام ملفوفة، بطئ الكتمان و الصمت الطويل
لدي مخطوط ،هو كتاب صغير باختلاف الألوان ، سواد و بياض، هو السلوك، كنت حين أستيقظ من كل الأحلام و الكوابيس، ألمس صورتي هل هي حقا خدشت؟ أم كفي الذي صفعني أحن علي من كل الأيادي الأخرى، كان بالأمس القريب موتي و أنا احيا ، في عز الإنكسارات ، أواصل المضي بالهروب مخافة الإدراك، على أن صورتي ستعزف سمفونيتي في أوبرا ، سيحج إليها الجميع بما فيهم الأقارب
سأغادر، لأنني أنا في كل الحالات ،هكدا قالها لي عقلي : لا خيار لك سوى أن يمتلكك أنت، لأنك أنت أنت، اعلم أن سعادة غيري هي أن اترك القطيع، لقد كان الإعتقاد دوما مزحة ثم تمهيد ثم تجنيد للنفس و الروح ،لقد كان بكائي من عصف بصورتي حتى ألفت سمفونيتي هاته، فلا أنصحك باتباع خطواتي ، إنها مثل العاصفة التي كسرت حاجز وعيي، لقد أدركت أنني جاهل بلا نظام و بلا انتظام و بلا انتماء ، بلا وصف و بلا لباس، أغوص في الفهم و كأني أجسد مرآتي ، كعين ساهرة
لقد راودني حلم، لم أفهم مغزاه، كان في الحلم متاهة أصارع فيها الرغبة، و أنا في مزاولة لعبة الشطرنج ، و أنا مرة قطعة ملك، مرة قطعة وزير، و مرات كش ملك ، أنهي كل لعبة، بعدها أحسست بيد توقظني، لقد كانت يد الطبيب قائلا: لقد انتهيت من سرد سمفونية الصورة، سأكتب لك وصفة، و لنا حصة أخرى، من بقية الجلسات، و عند الإنصراف أدركت أنني حقا الصورة و السمفونية كانت المشهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *