السعادة من أين

بقلم /سامي الأنصاري
بحث الكثير عنها والكل طالبها منهم من طلبها في كثرة الأموال وسعة الأرزاق وأخذ يفني حياته كلها لطلب المزيد من الأموال والثروات وكلما وصل إلي رقم منها أراد أرقام أخري حتي من أكتفي بحد معين أصابه القلق من الخوف من فقد ما وصل إليه من مال حتي أصبح المال سبباً في شقاءه وليس السعادة والآخرون بحثوا عنها في كثرة الأولاد والبنات وذيادة العصبيات وظل هو في حل مشاكل هذا والوقوف مع ذاك وهكذا ولم ينعم هو الآخر بالسعادة وذهب آخرين إلي السلطة والنفوذ والشهرة وكل منهم كان من بحث عنه سبباً في قلة راحته وتحول المنصب والسلطة والشهرة والخوف من فقده إلي صراعات كثيرة أنهكت أصحابها فما نعموا بالسعادة التي وقفت وحيدة تنتظر أهلها لينعموا بها ويزفوا إلي أفضل ما بحث عنه الباحثين وأكثر الطرق التي ضل عنها أهلها وأبعد المدن عن ساكنيها ونعم فيها أهلها تري من أهل مدينة السعادة التي يملؤها الراحة والسكينة والرضا والإطمئنان حتي أن أهلها راضون بكل ما يحدث لهم من خير وشر فكله عندهم هو الخير إنهم أهل الرضا من كانت أرزاقهم هي الرضا بكل ما كتبه الله لهم تصيبهم المصائب فيعلمون أنها اختبارات من الله أراد ان يمتحن بها قلوبهم ويطهرهم بها فرضوا أيما رضا بكل شيئ يعطيهم فيحمدوا ويعلموا أنه عطاء الله وملكه وهم عبارة عن أداه فقط ينفقون لا يخشون فقر ويفتقرون لا يخشون ضيعة فهنيئاً لأهل السعادة بما نالوا من رضا أرضاهم الله ورضوا عنه فاللهم اجعلنا منهم واجعل لنا نصيباً من السعادة اللهم آمين يارب العالمين






