هو… وهي يتمنعن وهن راغبات

بقلم/ عصام العربي
استهل مقالي وعلي غير عادتي حيث يعرفني الجميع بمقالاتي السياسية.. ولكني اردت ان أعنون مقال اليوم لمثل كثيرا منا سمعه من الراحل الرائع الفنان عبدالفتاح القصري في احد الافلام القديمه مقولته الشهيرة
( يتمنعن وهن العايزات)
فكثيرا ما تتردد هذه العبارة على لسان الرجال والنساء على حد سواء في توصيف العلاقة بين الرجل والمرأة
“يتمنعن وهن راغبات”.
ان هذه المقولة كانت ولا تزال تمثل جزءا راسخا من نظرة الإنسان العربي إلى مفاهيم الرجل والمرأة وعلاقتهما ببعضهما البعض
“لا” و”نعم” في آن واحد
فالمرأة صدقت أن عليها أن تتمنع عن الرجل لا كأسلوب من فنون الإغراء فقط بل كقاعدة عامة مع أي “طالب للقرب”.
وعوضا عن مقابلة محاولات التودد أو التقرب التي يبادر بها الرجل ببوادر موافقة من قبل المرأة هي الأخرى، عندما تكون فعلا راغبة به فإن ردود أفعال غريبة وعجيبة تصدر عن المرأة تجاه الرجل “الموافق عليه” من باب “التمنع الموصى به”. فيصير الرفض عنوانا للموافقة والجفاء علامة على القبول وفظاظة الرد ملاطفة مغلفة.
كيف تُترك المرأة مهمة التفسير الصعبة هذه إلى الرجل المسكين دون أن يكون لديه ما يعينه عليها غير التنبؤ الأعمى أو المضي في هدر الكرامة في محاولات جديدة؟
ان للتمنع عواقب غير محسوبة
الرجل الذي تستهويه لعبة التمنع وتحلو في نظره المرأة التي ترفضه فقط لأنها رفضته فهو رجل أقرب إلى الطفولة منه إلى النضج كالطفل الذي يشتهي اللعبة التي على رفوف المتجر فقط لأن يده لا تطولها
وحين تظن المرأة أنها بهذه الطريقة تصبح صعبة المنال بالنسبة للرجل الطالب وبالتالي يزداد شوقه إليها وتعلو قيمتها في نظره هنا اقول أنها قد تكون مخطئة في كثير من الحالات فإن من بين الرجال امثالي من هو عزيز النفس متوازن النفسية والرفض بالنسبة له يعني الرفض بدون الحاجة أية تفسيرات بهلوانية أو جلسات كشف الطالع لمعرفة النية الحقيقة لدى المرأة من خلف تمنعها وبذلك تكون المرأة قد فوتت على نفسها رجلا هوى إليها قلبه أو رأت فيه شريكا مناسبا.
إن الرجل الذي تستهويه لعبة التمنع هذه أو تحلو في نظره المرأة التي ترفضه فقط لأنها رفضته فهو رجل أقرب إلى الطفولة فهو كالطفل الذي يشتهي لعبة على رفوف محل ويده لا تطولها فإن رجلا كهذا ستفقد هذه اللعبة قيمتها بمجرد الحصول عليها وسيحلو له اشتهاء غيرها. هذا لو قبلنا ابتداء بانطباق مثل هذه التشبيهات على علاقة من المفروض أن تكون أكثر تعقيدا ونضجا كعلاقة الرجل بالمرأة.
سيدتي لو تقرب إليك رجل بقصد الزواج وكان مستحقا لإعجابك القلبي وقناعتك العقلية به فإن المبادرة بإظهار الموافقة لن تنقص أبدا من قيمتك في عينه وستوفر عليكما معا مرحلة زمنية مرهقة جدا من الإذلال وهدر الكرامات والتلاعب بالمشاعر والقلق النفسي المتبادل خشية ردود الأفعال غير المتوقعة أو الحيرة بشأن التفسيرات غير الواضحة.
لذا انصح بالمبادرة بإعلان القبول بكل أريحية ولا تعلقي علي مقوله اتجنب
المرور بتجربة غير محبذة مع شخص اكرر معه بعض المشاكل النفسية العالقة في نفسي نتيجة تجارب سابقة.
عزيزي يا هو وكوسيلة لمكافحة هذه الثقافة الطفولية أنصحك بإعلان رفضك لمثل هذه الممارسات من قبل المرأة دون إشغال نفسك بدوامة التفسيرات المتناقضة لسلوكيات “التمنع” ودنو قيمتك
عزيزتي المرأة إن عدم تمنعك وأنت راغبة سيجعل “لا” التي تنطقين بها تعني “لا” فعلا، كما أنه سيجعلك أكثر احتراما لنفسك ولإرادتك الحرة بالخروج من قوالب جاهزة ساذجة وضعتك فيها ثقافة تحتاج إلى إعادة النظر وسيجعلك أكثر احتراما لنظيرك الرجل بكفايته عناء هدر كرامته أمامك والغرق في مطاردة تفسيرات “تدللك” المتناقضة. فهل ترين معي أن الأوان قد آن بالفعل لقلب الطاولة على هذا المفهوم المثير للعجب؟ وهل ترى أخي الرجل أن بوسعك أنت أيضا أن تكون جزاء من هذا التغيير نحو علاقة أكثر نضجا؟
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏ابتسام‏‏
عرض الرؤى
معدل وصول المنشور: ٥
أعجبني

تعليق
إرسال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *