كبسولة في السياسة ٢

ممدوح الشريف
وكما تحدثنا قبلا عن أهمية ارتباط جميع طوائف الشعب وتبنيهم سياسات تعود بالنفع علي الجميع وليس علي فئة دون أخرى.
الهدف واحد والطرق إليه مختلفة ‘ فلا يجب أن نجعل من الحاكم إلها نقدسه بل هو بشر يخطئ ويصيب الأساس أن نقف بجانبه حين يصيب ونقومه بالطرق الشرعية عندما يخطئ أو يحيد عن السياسة العليا التى تخدم الوطن والشعب جميعا.
ومن أولويات ذلك أن نعرف الدور المنوط به الرئيس والدور المنوط به الشعب بعيدا عن التشرذم وعدم الحيادية ‘ فلا اقتتال ضد مصلحة الوطن والمواطنين الذين ينعمون فيه.
فلا وطن بلا مواطنين يحبونه و ينتمون إليه
فلا يرفع الأوطان إلا رجالها أى أهلها ومواطنوها.
ومصر منذ عشرات السنين ليس لها سياسة واضحة أو رؤية مستقبلية بسبب رئيسى: وهو الفساد والمصالح ومراكز القوى المستفيدين من دمار هذا الوطن.
ونحن علي أعتاب انتخابات رئاسية ‘ يجب أن نقيّم ونقوّم التجربة أو التجارب السابقة وهذا فرض علي كل مصرى إن كان غير متخصص فليسأل المتخصص ويعلم بقدر استطاعته أساسيات السياسة ومتطلبات الشعوب’ المعرفة ليست حكرا علي أحد أو فئة دون أخرى
وعندما يحاول الإنسان البسيط المعرفة سوف تتضح أمامه جزء كبيرا من الصورة العامة فيستطيع أن يقيّم وينقد ويطرح الحلول الفعالة
فعندما يحتكر البعض المعرفة سوف نساق كالأنعام و العميان
ومن يتكاسل عن المعرفة سيصيبه الضرر أولا.
فالسياسات النقدية التى اتبعتها الدولة في الآونة الأخيرة أثرت بالسلب علي المواطن الفقير بنسب أعلي بكثير من الغني ‘ فتعويم الجنيه بلا ضوابط حسب تعليمات البنك الدولى كان سببا في ارتفاع جميع السلع الضرورية كالخضار والبيض واللحوم والكثير من السلع والخدمات
والسياسات الاقتصادية والضرائبية قد أثرت بالسلب علي فئات كثيرة أغلقت مشروعاتها بسبب وقف الاستيراد وعدم وجود تصدير وارتفاع نسبة الضرائب مما كان سببا فى تشريد الآلاف ممن يسترزقون من هذه الصناعات ويفتحون بيوتا ويطعمون أسر
سياسات الإسكان والمدن الجديدة بما لها من مميزات وهى طفرة عظيمة ولكن دراساتها ناقصة بعوامل الجذب الاستيطان العمرانى والسكانى لابتعادها عن أماكن العمل مما جعل السكني في هذه المدن مكلفا أكثر منه موفرا فأصبح إعمار هذه المدن بطيئا والكثير منها مدن أشباح
لهذا التقويم للتجارب والسياسات المتبعة مطلوب حتى نصل إلي ما تنشده الشعوب
وللحديث بقية
عاشق مصر