التأييد من الله تعالي للمسلمين

بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، روي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت إحدانا على الأخرى، فكان من آخر كلام كلمه أن ضرب منكبه وقال يا عثمان إن اللَّه عز وجل عسى أن يلبسك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني، وكررها صلي الله عليه وسلم ثلاثا، فقلت لها يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنكي قالت نسيته، واللَّه فما ذكرته، قال فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يرضي بالذي أخبرته
حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إليّ به فكتبت إليه به كتابا” رواه أحمد، ولقد كان التأييد من الله عز وجل للمسلمين، بإسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وقد أسلم في أواخر السنة السادسة من النبوة، والأغلب أنه أسلم في شهر ذي الحجة، وكذلك إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وخلال هذا الجو الملبد بغيوم الظلم والعدوان أضاء برق آخر أشد بريقا وإضاءة من الأول، ألا وهو إسلام عمر بن الخطاب، بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه، فعن ابن عمررضى الله عنهما، وعن ابن مسعود وأنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام” رواه الترمذى.
فكان أحبهما إلى الله عمر رضي الله عنه، وبعد إدارة النظر في جميع الروايات التي رويت في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبدو أن نزول الإسلام في قلبه كان تدريجيا، وخلاصة الروايات مع الجمع بينها في إسلامه رضي الله عنه أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته، فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وقد استفتح سورة ”الحاقة ” فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال فقلت أي في نفسي هذا والله شاعر، كما قالت قريش، قال فقرأ ”إنه لقول رسول كريم، وما هو بقول شاعر، قليلا ما تؤمنون” قال قلت كاهن، قال “ولا بقول كاهن، قليلا ما تذكرون، تنزيل نت رب العالمين” قال فوقع الإسلام في قلبي، وكان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية، وعصبية التقليد.
والتعاظم بدين الآباء هي غالبة على مخ الحقيقة التي كان يتهمس بها قلبه، فبقى مجدا في عمله ضد الإسلام غير مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة، ومنها إسلام أخته و زوجها رضي الله عنهما، ومنها أيضا بعض المعجزات التي رآها عمر بن الخطاب بعينها تدل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم، وفي نهاية المطاف أعلن عمر بن الخطاب إسلامه بكل قوة و ثبات، فقد روى ابن إسحاق أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة، قال قلت أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إليّ، وقال أهلا وسهلا، ما جاء بك؟ قال جئت لأخبرك إني قد آمنت بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه و سلم، وصدقت بما جاء به، قال فضرب الباب في وجهي، وقال قبحك الله، وقبح ما جئت به.