الدفاع عن الأرض والعرض

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله السميع البصير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد إننا لنجد في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمى الأمثلة لحب الوطن المتعمق في القلب، ولترجمته في الواقع عملا وبناء،حماية ودفاعا وتضحية، فلقد وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم البشرية عامة وبخاصة أهل الإسلام أن يجيدوا للوطن الإنتماء وأن يحسنوا له الولاء وان يخلصوا له الوفاء، داعيا إياهم أن يترجموا حبهم للوطن الذي يظلهم ويحتضنهم، إلي عمل وجد، وحفاظ عليه ودفاع عنه ضد قوى الشر ويظهر ذلك جليا في فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إذ يلقى درسا بليغا يقرع كل الآذان، ويتردد صداه في كل زمان ومكان وذلك عندما خرج صلى الله عليه وسلم مهاجرا، ووصل أطراف مكة، التفت إليها، وقال ” والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلي الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ” بل انظر إلى حاله صلى الله عليه وسلم حينما وطأت قدمه وطنه الثاني المدينة إذ يتوجه إلى الله داعيا أن يحبب إليهم المدينة كما حبب إليهم مكة، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يعيش هذا الحب والإنتماء الوطني بكل وجدانه وجوارحه إذ يشتاق إليه إن غاب عنه ، ويبرم صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة وهي معاهدة الدفاع المشترك بينه وبين غير المسلمين من الطوائف التي كانت تسكن المدينة.
بهدف الدفاع عن الوطن، والحماية له من أي عدو يناوئه أو أي خطر يتهدده، يضحى بالغالي والنفيس في سبيل أمنه واستقراره، والمتدبر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، يجد أن جميع الغزوات التي شارك فيها كانت حماية للوطن ودفاعا عنه وعن إستقراره وأمنه وأمانه، وردا لعدوان أعدائه وإبطالا لحيلهم ومكرهم، ففي غزوة الخندق إجتمعت الأحزاب من كل حدب وصوب لحصار المدينة والإغارة عليها فكان القتال دفاعا عن النفس والوطن والعرض، وفي غزوة أحد أراد المشركون أن يستبيحوا حرمة المدينة وان يعتدوا على المسلمين في وطنهم فكان الدفاع عن الأرض والعرض ردا للعدوان وحماية للوطن.
إن الله تعالى أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه المتعالي بعظمته ومجده وثنى بملائكته الكرام مسبحة بقدسه وثلث بكم معاشر المسلمين من جنه وإنسه فقال جل من قائل سبحانه ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” فاللهم صل وسلم وزد وبارك على صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والقلب الأطهر، نبينا وحبيبنا وقدوتنا إلى الخير محمد ابن عبد الله وعلى خلفائه الأربعة الراشدين المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *