سموم البشر بين الظاهر والباطن

بقلم / رامي السيد
في عالم يعج بالتناقضات لم تعد السموم تقتصر على ما يتناول بالفم بل أصبحت تبث عبر الكلمات وتغرس في النفوس وتنسج في العلاقات هناك من البشر من يرتدي قناع الود ويجيد الحديث المعسول بينما يخفي بين ضلوعه نوايا مسمومة وقلوبا ملأها الحقد والضغينة
الوجه الظاهر للبعض قد يخدعك ابتسامة دافئة كلمات مجاملة حرص مفتعل ولكن ما إن تدير ظهرك حتى تطلق السهام وتغرس الخناجر في ظهرك دون رحمة إنهم أصحاب القلوب المريضة من جعلوا من الحسد والغيرة والتامر أسلوب حياة لا يهنأ لهم بال إلا برؤية غيرهم في محن وضعف
السم البشري الأخطر هو ذاك الذي لا يرى لكنه يشعر نظرة استخفاف تعليق ساخر إشاعة خبيثة موقف مفتعل يجرح ويهدم هؤلاء لا يواجهونك بل يحيكون من خلف الستار وينشرون ما استطاعوا من سموم في دوائر مغلقة يظنون أنهم بذلك ينتصرون
لكن الحقيقة أن هؤلاء يعيشون في بؤس داخلي لا يطاق السم الذي ينفثونه يلوث أرواحهم قبل أن يصل إلى غيرهم ومهما بدت خطواتهم ناجحة ومؤامراتهم محكمة فالله يرى والحق لا يموت والباطل وإن طال أمده زائل لا محالة
فليكن لنا ميزان نزن به الناس لا بالمظاهر بل بالمواقف لا بما يقال بل بما يفعل ولنحذر كل الحذر من أن نتحول نحن أنفسنا إلى مصدر أذى لغيرنا دون أن نشعر فالكلمة قد تقتل والنظرة قد تجرح والموقف قد يكسر قلبا بريئا
في زمن اختلط فيه النقاء بالزيف كن نقيا حتى لو كنت وحدك لا تشبههم وإن طالت معاركك مع سمومهم يكفيك أن تبقى نقي السريرة صادق النية أبي النفس فالنهاية دائما لأصحاب القلوب النظيفة
اتقوا الله في خطواتكم وافعالكم واقوالكم
الاعلامى والسياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *