لدراما الهادفة رسالة فنية تبني العقول وتحافظ على القيم

بقلم / رامي السيد
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتعدد فيه المؤثرات على فكر الإنسان وسلوكه تبقى الدراما إحدى أكثر الوسائل تأثيرا في تشكيل الوعي المجتمعي لما تمتلكه من قدرة على الوصول إلى قلوب الناس وعقولهم في آن واحد لكن الفارق الحقيقي بين عمل درامي وآخر يكمن في الرسالة التي يحملها وهنا يأتي دور الدراما الهادفة التي لا تكتفي بسرد الحكايات بل تسعى لبناء العقول والحفاظ على القيم
الدراما ليست مجرد وسيلة للترفيه بل هي مرآة للمجتمع ووسيلة لتوجيهه قادرة على تسليط الضوء على القضايا التي تمس حياة الناس اليومية وتحفزهم على التفكير والنقاش وفي أحيان كثيرة على التغيير الإيجابي من خلال حبكة مشوقة وأداء صادق تستطيع الدراما الهادفة أن تقدم للشباب نماذج إيجابية وتغرس فيهم قيم العمل والانتماء والاحترام والتسامح
كما أن هذه النوعية من الأعمال تملك قوة ناعمة للتأثير في صورة الوطن أمام العالم خاصة حين تقدم قصصا تعكس حضارتنا وتاريخنا أو تروج لجمال مواقعنا السياحية وثقافتنا الثرية وبذلك تتحول الدراما إلى أداة للترويج الإيجابي لمصر وإلى منصة تحافظ على هويتنا من الذوبان في ثقافات دخيلة
لكن تحقيق هذه الرسالة يتطلب وعيا ومسؤولية من صناع الدراما بحيث يكون هدفهم الأسمى هو خدمة المجتمع لا مجرد تحقيق نسب مشاهدة أو أرباح سريعة فالعمل الفني الذي يلتزم بالقيم والمبادئ يترك أثرا خالدا في الذاكرة بعكس الأعمال التي تسعى وراء الصخب المؤقت
الدراما الهادفة هي استثمار في الإنسان قبل أي شيء آخر لأنها تصنع جيلا يعرف الحق من الباطل ويعتز بتراثه ويتطلع إلى مستقبل أفضل وعندما يجتمع الإبداع مع الرسالة النبيلة
يصبح الفن قوة حقيقية تبني الأوطان وتحمي المجتمعات