إلى متى أيها الفؤاد ؟

مصطفي حدادى
إلى متى؟ تتوسل قساوة هذا البعاد،وتصارع هذا العناد ،وتقاوم هذا الجفاء ،إلى متى؟ إلى متى؟
غادرني الوداع، بضجة حذيث اللقاء،و الأغرب صيحة تلك الدقات، بعد كل هاته الخيبات ، إلى متى أيها الفؤاد ؟
ليتني أغمضت تلك العين التي رأتك أول وهلة، ليتني منعت تلك الخطوات التي سارت بدرب لقياك، لحظات لم تفارق هذا الإحساس ، وقصة انتهت قبيل بداية كل الأشواط
أشواك هي عالقة بين جرح وهشاشة الفؤاد،ضحكة كانت كافية لإردائي صريعا،يقولون أن الإبتسامة أول الرصاصات ، قد تصيب أو تقابل بإجحاف،لكن ضحتك كانت ممتلئة بنيران، ليتها نار اشتعلت قبل الإنطفاء ، شرارة أتت على كل بساط أخضر في ذاك المكان، و وجع درس كل الجوارح ، كيف كانت بها موت كل الإحساس؟ حتى مع نفسي لم أكن الملام، فقد أوقع بي هذا الفؤاد، لم أشعر إلا وأنا في وسط هذا الحريق، و كل النيران تحيط بي، كأني من يسرد حكايته للأحفاد، و ماضيه قد فر بين ثنايا الذكريات ، ليت ذاك الطائر ، أدرك أن الغصن الذي يقف عليه، حتما آيل للإنكسار ، ألم يكن يعلم أن ذاك الوطن ما هو إلا خبر لكان
ومن وراء الزجاج ، تدرك أن الرؤية شفافة ، و أن الثمتيلية ضحكة غشاشة،و الكسر هو الفؤاد بتلك الهشاشة، ربيع و زهر و كانت هي الفراشة، طارت على مرأى و مسمع أنشودة الرواية، سترغب دوما في الخروج من تلك المتاهة، و لو بنصف تأنيب الرقابة، سترغب دوما في النجاة، و إهداء كل أوجاعك للنهاية، عند هامش تلك الخسارة، ثم تضيئ فانوسك في ظلمة الحلم و اليقضة، و ترغب في أنك ليتك لم تشيد على ضفاف البيداء خيمتك، و أنت لا تعلم متى تهب عاصفة الكآبة، فلا أمل في جب و غياهبه بلا ماء و لا يروى العطشى
ستنشغل بالوصف حثما، و لن تتدكر الملامح، فقد قست عليك المرايا، ولم تكن في كل الأعياد تهدى لك مثل الأطفال الهدايا، مشاعر عطايا و سجايا، و أرواح ضحايا، و أحلامك سرابا، و آمانيك بلا آمال مثل الخفايا، ستسرق من أوقاتك تنهيدات الصبايا، و عبراتك تترجم كل الأحزانا، و تجف لك قبل نعي المنايا، و تتذكر شيئا واحدا، ما ذنب حقيقة دنياك و أنت تتجول بين كل الضحايا، دون أن تستجمع قواك ، لأنك حقا كنت تخوض حربا وسط هاته الرواية
إلى متى أيها الفؤاد ؟ ستتوسل قساوة هذا البعاد، و تصارع هذا العناد،و تقاوم هذا الجفاء ، إلى متى ؟ إلى متى ؟