العرب بين الهيمنة والإمكانيات

بقلم /رامي السيد
منذ عقود والعالم العربي يعيش حالة من التناقض الصارخ بين ما يمتلكه من إمكانيات وما يتعرض له من محاولات الهيمنة والسيطرة من قِبل قوى خارجية المنطقة العربية غنية بالثروات الطبيعية وخصوصا النفط والغاز فضلا عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط القارات ويجعلها في قلب المصالح الدولية كما أنها تمتلك رصيدا بشريا هائلا يمثل قوة دافعة للتقدم إذا أُحسن استثماره

لكن هذه الإمكانيات الكبيرة كثيرا ما تحولت إلى نقمة بدلا من أن تكون نعمة إذ صارت سببا في مطامع القوى الكبرى التي تتسابق للسيطرة على مقدرات العرب مستخدمة أدوات متعددة تارة عبر الحروب المباشرة وتارة أخرى عبر الاقتصاد والإعلام والسياسة النتيجة كانت تراجع دور العرب في الساحة العالمية وانقسام الصف الداخلي وتشتت المواقف أمام التحديات الكبرى

إن معادلة الهيمنة والإمكانيات تضع العرب أمام اختبار تاريخي هل يظلون أسرى التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية أم أنهم قادرون على استثمار مقدراتهم وتوظيفها في مشروع نهضوي جامع الجواب لا يأتي إلا من خلال الوعي الشعبي والإرادة السياسية فاذا اجتمعت الكلمة وتوحد الصف ستصبح الإمكانيات الهائلة سلاحا للتحرر والنهضة بدلا من أن تكون ثغرة للهيمنة
لقد آن الأوان أن يدرك العرب أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء وأن الثروة بلا وحدة هي مجرد فرصة ضائعة أما إذا اجتمعت الثروة مع الوحدة والإرادة فستكون المعادلة مختلفة تماما فالمستقبل مرهون بقدرتنا على تحويل الإمكانيات إلى قوة حقيقية تواجه التحديات وتصنع القرار المستقل بعيدا عن

الهيمنة

نائب رئيس شبكة النايل الإخبارية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *