مشاهير اليوم تدمير للقيم المجتمعية

بقلم : د/ هاله فؤاد
الشهرة قديما كانت حكرا على فئة معينة من القادة والعلماء والفقهاء والشعراء ، وكانت مرتبطة بالانجازات العظيمة والمؤثرة .
ولكن في العصر الحديث وبواسطة وسائل التواصل الاجتماعي ، أصبحت الشهرة في متناول أي شخص .
فأي شخص مهما كان لايمتلك علما أو مهارة أن يصبح مشهورا في يوم ، وليلة بدون مجهود .
يكفي ان يفتح لايف ويبدأ في عمل أي حركات وألفاظ بذيئة ، وللأسف بذلك يجمع الملايين من المتابعين .
أصبح أي إنسان يرغب في الشهرة ماعليه إلا التفكير في أي شئ غريب ، أو رقصات وحركات ، ربما تحمل إيحاءات جنسية .
وكلما كان العري والبذاءة أكثر كلما كانت الشهرة وجني المال أكثر فهذا أسد وذاك فيل .
أثرمشاهير اليوم على الشباب والمراهقين والقيم المجتمعية :
المراهقين والشباب هم أكثر فئة يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي ، ولذلك فهم أكثر فئة معرضة لتقليد هؤلاء دون وعي ، فتنتشر السلوكيات الغير سوية ، وطرق التعامل مع الآخرين التي تحمل العنف والإساءة اللفظية والجسدية ، فينشأ جيل يتطبع بالعنف وإعتبار الألفاظ البذيئة شئ حميد وعادي .
ماهي دي الطرق إلى الشهرة وجني المال الكثير .
ومع إحترامي لكل إنسان لم يجد فرصة للتعليم أو لم يجهد نفسه للوصول إلى مجموع يصل به إلى كلية مرموقة .
نجد الشباب يشاهدون من لم يتلقى أي قسط من التعليم في يوم وليلة يصبح مشهورا وغنيا ، أو من يحصل على مجموع خمسون في المائة ، ويجد الجميع يتمنون أن يكون أمثال هؤلاء إعلاميون متميزون .
الشباب حينما يرون ذلك يتسلل اليأس والاحباط في نفوسهم ، فلماذا نذاكر ونجهد أنفسنا ،وغيرنا بدون مجهود يصلون إلى الشهرة والثراء .
فنحن بذلك نضرب التعليم في مقتل .
ياسادة هذا تدمير للقيم المجتمعية ، وإستهانة بالقوانين ، ونشر للفسق والفجور ، وتهديد للقيم والأخلاق ، وزرع مفاهيم سلبية بين المراهقين والشباب الذين يبحثون عن قدوة أو محتوى يشغل أوقات فراغهم .
والمصيبة الكبرى أن الاعلام التقليدي المنوط به أن مواجهة هذه الظاهرة ، يفتح المجال لإنتشار هذه النماذج الهابطة على نطاق واسع ويقومون بإستضافتهم على شاشاتهم .
من ضيوف البرامج الآن ؟ مشاهير اليوم على التيك توك ، أين الأطباء ، أين العلماء ، أين الكتاب والشعراء ، وغيرهم من الفئات التي تصلح كقدوة للشباب .
من وراء هؤلاء الذين يسعون لتدمير المجتمع أخلاقيا وعلميا وثقافيا ، فهذا الغزو الانحلالي يهدد القيم الأخلاقية والهوية .
فنحن بحاجة إلى محتوى إبداعي ، تعليمي ، أخلاقي لتنشئة جيل يقدر التعليم والعلم والأخلاق .
أيها المسؤولون أغيثونا يرحمكم الله .