المرأة العنيدة

كتب عاطف البطل
كاتب صحفي وعضو جمعية الصحفيين الإماراتية .
لا شك أن الرجل أي رجل يحب المرأة اللينة الهينة الودودة ، ذات المعشر الطيب، والمجلس الريّق . أما العنيدة فهي المتخذة الرجل عدوا لها .
المرأة العنيدة هي التي تفشل في إقامة علاقة طبيعية مع أسرتها وأولادها وأقاربها حتى مع زملاء العمل … وبالطبع هنا لا أقصد التعميم أو اتهام المرأة أنها هي السبب في فشل العلاقات الزوجية وتحطيم العلاقات الاجتماعية وإنما السياق هنا عن المرأة العنيدة .
فهي التي تفشل في زواجها لأنها غالبا تفتقد الذكاء العاطفي ؛ولذلك نراها في شد وجذب وعراك دائم مع زوجها وكأنها في حرب ضروس لا تهدأ ولا تلين.
فالرجل يكون أكثر عنادا وأكثر تمسكا برأيه أمام تلك المرأة العنيدة التي تظن أنها عندما تتمسك برأيها وعنادها تكون قوية ،وأنها سوف تحقق نجاحا باهرا، في حين أنها تتجه إلى الفشل والسقوط إلى الهاوية ، لأنها إن فازت من وجهة نظرها؛ فإنها سوف تخسر قلوب المحبين من حولها، إذ تعافها نفوسهم وتأبى عنها قلوبهم ،وهذه أعظم خسارة ولن تعوض مع مرور الزمن .
إن الكثير من الحكم و الروايات والأحاديث تمتدح المرأة الهينة اللينة الودودة ، وهذا ليس من فراغ بل الأصل هو المودة والرحمة،
فالمرأة التي تنحني لتمر العاصفة؛ هي المرأة الحكيمة العاقلة التي تعمر بيتها بالحب والمودة والتسامح ،أما المرأة التي تقف كالعود الصلب هي من تنكسر وقد لا ينجبر كسرها.
إنّ المرأة العنيدة المتشبثة برأيها دوما نراها تعيش حياة كلها حزن وأسى وألم تظل تتجرع مرارته في حياتها وبعد مماتها، ففي حياتها ينتهي بها الحال إلى الطلاق وفشل حياتها الأسرية مع زوجها وأولادها وفشل حياتها الاجتماعية مع أقاربها وصديقاتها ، بل قد يؤدي ذلك إلى المرض والاكتئاب والعيش فى بؤس شقاء . أما بعد مماتها فهي محاسبة على أعمالها وأولها ظلمها لنفسها ولمن حولها وخصوصا أولادها وزوجها .