جسور لا تلتقي

مصطفى حدادي.
ألم و حلم، عشق و كسر
لم أشأ أن أطرق باب أحد، لكن كان هو ذاك الأحد، في ما مضى قلت للأمل لما تنازعت مع الحلم، أجابني بكل مرارة و قسوة: لن أكون لك ذاك الجسر، ما دمت لم تركب أهوال الحياة، و غوار هذا العشق ، فاكتفيت بما حصل
حينها اعترفت و أقررت ،بعجزي أنني أنا المذنب ، لأن العشق كان أول الكسر
كان أول الكسر، أتعرفون ما معنى أن تهب الفؤاد لمن لا يستحق، و أنت تقول هو ذلك الحلم، ثم يأتي الأمل فيقارعه و يصارعه، ويكون بعدها العشق أول الكسر، شرخ في الفؤاد لا يرى، و أنين لا يسمع ، و إحساس يعجز عنه الوصف و السرد و الحكي، و بالجانب الآخر شخص لا يحس، ألم لم يشفى بعد و جرح لم يندمل بعد، هو مفترق طريق ودرب بين عقل و قلب، خطان متعامدان و العشق بينهما فأين المفر؟ فأين المفر؟
ليس حذيث سمر، وليس حذيث شجن ، بل رواية عشق لم تكتمل ، كانت النهاية بداية و البداية نهاية، وغى و حرب والمنتصر فيها منهزم
تبا لحياة أقسمت زهر الربيع، و شادت بفؤاد منكسر، وكأن الحزن ملازم و مستقر
ليل و شوق، و حنين وكبرياء، أهي الغاية التي فقدت، أم الروح التي تاهت عنى المعنى في العشق
جسري كان الألم، خطواتي كانت الصمود ، وبينهما عشت الحياة في هذا الليل و بهذا الشوق حتى أقاما على الوجود كبريائي و حنيني، لنفسي و لروحي و لأملي و لحلمي