بين الاستسلام و الإنتحار

حرب لم أخترها

مصطفى حدادي
بين الاستسلام و الإنتحار ، انشق الفيصل التاسع، عن فصائل الجيش، من أداع هذا الخبر؟ من أشاع هذا الزيف؟ ومن أعطى الأمر؟
إنه الرقيب جوني يا جنرال ، آه لقد تذكرته، إنه هو الذي كان يلازمني بالكلية الحربية، وكان شديد الملاحظة أثناء إلقائي لكل المحاضرات الخاصة بتكتيك ، كيفية صد الهجوم العدو، وكذا استراتجية النصر
لقد كان هذا موجز من مشهد فيلم، حرب لم أخترها
أبجديتي ستسرقني يوما ما،، من عالم لا أنتمي له بالمرة، كما ستقودني حتما إلى الشك بمفرداتي، و عجز تعابيري، بين الكتابة سطور جمة، اقحمتني في معارك مع اختياراتي، ربما تمرد يراعي هو السبب من الأسباب التقليدية لنهج ما، هو ما انا عليه الآن، و أنا أفتش عن هذا الشيئ الذي بين الإستسلام و الإنتحار ، إنه لا يعني الموت الحتمي أو الظرفي لحروفي أو كلماتي، أو تعابيري، و لا حتى ذاك الإنطفاء لسنى مدادي من محبرتي
الليل يكلمني، و العزلة توقظني، و الذكريات سفرياتي، بين كل الفصول لا أجد سوى السراب ، ليس شعور، و ليس إحساس، استسلام سكون ألم، وانتحار ضجيج أمل، مرثية أجسد بها استسلام أهديته للحظات، كان فيها صخب و ضجيج عقلي، بركان كنت أغلي، أي المواقف هي خانتني؟ أي القياسات هي التي أخطات فيها حساباتي؟
ثمة حرب ، لم أكن فيها المقاتل، و لا العدو، و لا حتى ذاك المخبر الذي يحكي تفاصيلها
نهاية إدراكي، لم أكتب جيدا تلك الفقرة التي سبقت هذا الطرح، بين الاستسلام و الإنتحار ، نهاية وجودي بأبجديتي التي كتبت حروفي بسؤال منطقي: أين كنت في كل هذا؟
صدى مدادي أرتشف كل أحزاني، و لم ينفي أفراحي، فكيف يا ترى حافظت على روحي الطيبة؟ أراكم كل أشلاء أوراقي بعدما أمزقها في ذاكرتي و أختزنها، أولد من جديد كل مرة، يراعي كتب سيناريو فلمي هذا، ثم نصحني بأن ألعب مختلف الأدوار فيه، ذاك البطل و تلك الضحية، ذاك الجنرال و ذاك الرقيب، من بين كل الفصائل التي كانت معي في حرب لم أخترها قط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق