المصريون يطالبون بنواب يعملون لا يتكلمون

 رامي السيد
مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقبلة تتجه أنظار المصريين إلى صناديق الاقتراع بحثا عن برلمان جديد يعبر عنهم حقا وينقل مطالبهم بصدق ويواجه التحديات المتراكمة بروح العمل لا بالشعارات فقد أصبح المواطن اليوم أكثر وعيا من أي وقت مضى ولم يعد يغريه الكلام المعسول أو الوعود التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ
لقد جرب المصريون على مدى السنوات الماضية برلمانات متعددة اختلفت في الأداء ولم تتشابه في التأثير لكن الدرس الذي بات واضحا هو أن الوطن لا يحتاج إلى مقاعد تمتلئ بالأسماء بل إلى عقول تعرف التخطيط وضمائر تتحمل المسؤولية ورجال ونساء يدركون أن النيابة تكليف لا تشريف
المواطن اليوم يريد نائبا قريبا منه يعرف همومه ويعيش واقعه لا يظهر فقط عند الانتخابات ثم يعود إلى الغياب
نائبا يتحرك في دوائر خدمية وتشريعية ورقابية بفاعلية يسعى إلى تقديم حلول واضحة تستند إلى رؤية وطنية ومبادرات قابلة للتطبيق
فالتحديات التي تواجه البلاد اقتصاديا واجتماعيا وخدميا
لا تحتمل الارتجال أو الوعود الفضفاضة بل تحتاج إلى عمل دؤوب وجهد متواصل ورغبة صادقة في البناء
إن برلمان المستقبل يجب أن يكون مؤسسة إنتاج تطرح حلولا وتشرع قوانين قوية وتراقب أداء الحكومة بحزم وفي الوقت نفسه بروح التعاون على النواب القادمين أن يضعوا نصب أعينهم أن الشارع يراقب ويحاسب وأن الثقة التي يمنحها المواطن ليست دائمة بل مرتبطة بالأداء والنتائج
لقد تغيرت توقعات الناس واتسع وعيهم السياسي بفضل ما يشاهدونه يوميا من صعوبات وحاجات واقعية لم يعد المواطن ينتظر مجرد منابر خطابة بل ينتظر منبرا حقيقيا يحمل صوته إلى مواقع القرار لذلك فان معيار الاختيار هذه المرة سيكون قائما على الفعل لا القول وعلى الإنجاز لا الادعاء
إن مصر تتطلع اليوم إلى برلمان قوي وفعال برلمان قادر على مواكبة التحديات وتقديم تشريعات تدفع عجلة التنمية وتراقب الأداء الحكومي بما يخدم الوطن والمواطن
ويبقى صوت الشعب هو الفيصل فهو الذي يملك منح الثقة
أو سحبها
المصريون يريدون نوابا يعملون لا يتكلمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *