لعلهم يرجعون

فاطمة عبد العزيز محمد

 

كَم في هذا الكون من مخلوقات كثيرة لا تعد ولا تحصى،

فالكون هو خلق الله تعالى الذي لا خلاف فيه، وقد قال تعالى في القرآن الكريم: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[العنكبوت:19].

 

ولو تأمل الإنسان وتفكر بعمق في هذا الكون وما فيه من مخلوقات، بسماواته ونجومه ومجراته، وما فيه من أرضنا وما تزخر به من بحار وأنهار وأراضين وجبال وحيوانات وأشجار قد خلقه الله سبحانه وتعالى من عدم، ويكفي أن نتدبر في هذا الكون لنستشعر مدى قدرة الله وعلمه وحكمته.

 

وقد أمر الله تعالى الإنسان بالسير في الأرض والتفكر في الخلق الذي يحيط به، كالسموات والحيوانات والأرض ومخلوقات أخرى كالليل والنهار، والعالم كله علويه وسفليه بهذه المثابة.

ودائماً نحاول تأمل مخلوقات الله تعالى لنزداد يقيناً بهذا الخالق العظيم فالتفكر في خلق الله عبادة لا تقل أهمية عن بقية العبادات، فإنما تدل على وحدانية الله عز وجل، وأنه لا رب سواه، ولا إله غيره.

ومن الآيات القرآنية التي تدعو للتأمل والتفكير في الكون ما يلي:

قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ (سورة يونس 101).

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (آل عمران 190).

الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران 191).

تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).

 

ويخبر سبحانه وتعالى عن كمال قدرته، وتمام حكمته، وأنه ما خلق السماوات والأرض لعباً ولا لهواً، ولا سدىً من غير فائدة، وأنه ما خلقهما إلا بالحق.

وأنه أوجدهما ليعبدوه وحده لا شريك له، وليأمر عباده وينهاهم ويثيبهم ويعاقبهم.

فإنه سبحانه حكيم لا يفعل شيئاً عبثاً، ولا لغير معنى ومصلحة وحكمة هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة لأجلها فعل، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل.

قال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ أي أظننتم أنكم مخلوقون عبثاً بلا قصد ولا حكمة لنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *