عيال هايصة وعيال لايصة

بقلم : د/ هاله فؤاد
   
    الطفل هو أساس المستقبل لأي مجتمع ، فاذا كان الطفل سوي جسديا ونفسيا ، فان المجتمع سيكون سويا في كل مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .
سيكون مجتمعا متماسكا ومتعاونا .
ولكي يكون المجتمع متماسكا ومتعاونا وقويا ، يجب أن تكون هناك عدالة إجتماعية وخاصة للأطفال .
ماجعلني أتطرق لهذه النقطة مانراه جميعا أمام أعيننا من مناظر تدمي القلوب ، صور متناقضة ، تجد أطفال يتلقون العلم في أفخر المدارس التي تعطي الطفل كل حقوقه من علم ورفاهية وصحة ، وعلى الجانب الآخر تجد أطفال يجلسون متلاصقين وأكثر من خمسين تلميذا في الفصل ، فأي تعليم وأي ترفية يتلقاه هذا الطفل البائس .
وصورة أخرى أطفال يلعبون ويمرحون في نوادي ، وأخرون ينتظرونهم بالباب ليبيعون لهم .
أطفال مدللون يعيشون في حماية أسرهم ، وآخرون مشردون في الشوارع محرومون من أي حنان ورعاية .
إن للأطفال جميعا حقوق في التعليم ، الصحة ، اللعب ، الحماية من الاستغلال، والحق في المساواة كما نصت عليه الاتفاقيات الدولية مثل : إتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة ١٩٨٩ م.
عمالة الأطفال :
قانون العمل يحظر تشغيل الأطفال قبل سن ١٤ ، والحد الأدنى لسن العمل الأساسي في مصر هو ١٥ عاما ، حيث يحظر تشغيل الأطفال قبل هذه السن .
ولكن على أرض الواقع وكما نراه بأعيينا في الشوارع ، نجد أعدادا مهولة يعملون في مجالات مختلفة ، وبحسب آخر مسح ، فهناك ١.٦ مليون طفل عامل في مصر ، ويتعرض ٨٢.٢ % منهم للعمل في ظروف عمل سيئة وغير آمنة .

عيال هايصة وعيال لايصة

وترجع أسباب عمالة الأطفال إلى الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة ، عجز الأهل على الانفاق على أولادهم ، رغبة الأطفال في مساعدة أسرهم .
التفكك الأسري ، غياب الوعي بأهمية التعليم ، ضعف القوانين والتشريعات الخاصة بحماية الأطفال ، أو عدم تطبيقها بفاعلية .
الآثار السلبية لعمالة الأطفال :
تؤثر عمالة الأطفال عليهم نفسيا وجسديا واجتماعيا .
ومن الآثار الصحية :
التعرض لاصابات وحوادث خطيرة ، والاصابة بالأمراض نتيجة ظروف العمل القاسية .
ومن الآثار النفسية والاجتماعية :
فقدان الثقة بالنفس وبالمجتمع ، والشعور بالدونية .
وهناك أيضا الآثار التعليمية :
الحرمان من فرصة التعليم ، مما يؤثر على مستقبلهم المهني .
يجب مشاركة المجتمع بأسره في حماية الأطفال من كل أشكال العنف والاستغلال ، وتطبيق العدالة الاجتماعية للأطفال .
المجلس القومي للطفولة والأمومة من المؤسسات الرئيسية لحماية حقوق الطفل في مصر ، والذي يعمل على تقديم خدمات الدعم عبر خط نجدة الطفل .
وجميل أن المجلس يكرم طفلة الشيبسي ، ولكن الأجمل ان ينزل أعضاء المجلس للشوارع ويتابعوا بأنفسهم مايتعرض له الأطفال في الشوارع وتقديم الرعاية لهم ولاينتظرون تلقي الشكاوى عبر خط النجدة .
وعلى رجال الأعمال المشاركة مع المجلس القومي للطفولة والأمومة ، في توفير الرعاية الصحية والتعليم والحماية للأطفال
المنتشرون في الشوارع هذا يعمل دون السن القانوني ، وهذا يتسول ، وآخرون يتعرضون للاستغلال بكافة أنواعه .
إن أهم ما يبني مجتمعات مستقرة ومزدهرة ومتماسكة هو وجود عدالة إجتماعية وخاصة بين الأطفال ، من خلال توفير فرص متساوية في التعليم والصحة والعمل ، تقليل الفوارق الطبقية ، تعزيز الشعور بالأمان .
فغياب العدالة الإجتماعية يؤدي إلى تفاقم الفقر ، وتزايد الجريمة ، وفقدان الثقة في النفس والمجتمع ، وزرع بذور الكراهية في المجتمع .
يقول غاندي :
العدل لايتحقق بمجرد معاقبة المذنبين ، بل باعطاء كل إنسان حقه في الحياة الكريمة .
جون رولز : فيلسوف أمريكي :
العدالة هي الفضيلة الأولى للمؤسسات الإجنتماعية.
الأمم المتحدة :
تحقيق العدالة الإجتماعية هو الشرط الأساسي لتحقيق سلام دائم وتنمية حقيقية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق