حوار مع المتاهة

مصطفى حدادي
لقد حاولت أن أقنع نفسي ، على نحو ذكرياتي ، ولا أكشف أسراري
أغور في محيط التناسي، أجدف بالتغابي، شراع التعنت موج يكسر كبريائي، فهل هي أوهام مرآتي التي تعكس الآن ملامحي؟ أم هو صراع بيني و بين ذاتي
أحيانا أشغل عقلي، بحرب على شاكلة دون كيشوت، فطواحين هواجسي غالبا ما تقارعني و تزاحمني، بأماكن حفرت بذاكرتي، فأخاف من شتى أشياء توقد نار الشوق و الإشتياق بفؤاذي
وكلما تعاظمت كسرتني، و هزمتني ، فتعود مقلتاي بلونين راسخين، أبيض و أسود، عالم خفي و العبرات سر من أسراري
عدت أجد من الصعب علي أن أنتقد نفسي، كي لا أهينها و لا أختلف معها،لكي لا أخونها، ما أقساه هذا الحوار بهاته المتاهة، وبين شوط الإقناع و شوط الذاكرة و التخلي
دعني الآن أن أسألك: ما هي متاهتك؟
لن تكون لك تلك الجرأة على محو كل شيئ، فكله عالق كما أنت، و ما دون ذلك هو الإقناع بداخلك، فلا تزال أنت الشخص الذي بداخلك، بدءا من طفولتك و شبابك و كهولتك وحتى شيخوختك
فكل حكاية قد بدأت بمشهد و لقاء و زمان ومكان، حتى ذاك الإحساس اللامرئي أو الخفي، و الممزوج بالخوف و التردد ، و القبول و الرفض، هو نسختك الأصلية أنت
أما الآن دعك مني و من حواري، و اسأل نفسك وروحك هل ولجت زقاق متاهتك، أنت